Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
প্রকাশক
دار القمة
সংস্করণের সংখ্যা
-
প্রকাশনার স্থান
الإسكندرية
জনগুলি
يموتون، وهكذا يقال عن عذاب القبر وعذاب النار، أعاذنا الله من ذلك بفضله وكرمه.
٢- من أعظم دلائل وجود الأهوال يوم القيامة، أن الرب- ﵎، يغضب غضبا شديدا، قال ﷺ على لسان جميع الأنبياء: «إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله» .
ويتفرع على هذا أمران هما:
الأول: ثبوت صفة الغضب لله- ﵎ قال تعالى عن قوم فرعون: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ [الزخرف: ٥٥]، ومعنى آسفونا: أغضبونا، فما دامت الصفة قد ثبتت لله- ﷿ في القرآن والسنة، علمنا أنها صفة كمال، لأن كل صفات العزيز الحميد صفات كمال، وأقول: كيف ننفي عن الله ما أثبته لنفسه من صفات، وتزول الشبهة عن المنكرين لهذه الصفات إذا نزهوا الله- ﵎ عن مشابهة الخلق، وإذا علموا أن تشابه الصفات بين الله وخلقه، كالضحك والغضب والفرح، لا يستلزم تشابه الخالق مع الخلق، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا، قال تعالى:
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: ١١] .
الثاني: الخوف من هذا اليوم العظيم، الذي يغضب فيه الرب مثل هذا الغضب الشديد، وذلك بكثرة التوبة والاستغفار وتجنب المعاصي، والإكثار من الطاعات، وفعل كل ما يحبه الله ويرضاه، فكيف يأمن الإنسان المسلم مهما بلغ من التقوى والعلم والصلاح يوما يغضب فيه الرب، وعجبت ممن يسرف على نفسه من المعاصي والكبائر، مع قلة الطاعات أو انعدامها، بحجة أن الله غفور رحيم، ماذا يفعلون مع هذا الحديث الشريف، كيف يأمنون يوما يقول فيه الأنبياء المقربون: نفسي نفسي نفسي.
ومن علامات الخوف الذي سينتاب الخلائق يوم القيامة، أنهم سيذهلون عن كون النبي ﷺ هو صاحب الشفاعة العظمى، وأن الأنبياء كلهم سيعتذرون عنها ودليله، أن المؤمنين من هذه الأمة يعلمون بالأخبار المتواترة من صاحب الشفاعة، ومع ذلك لا يذهبون إليه ابتداء وقد أشار إلى هذا المعنى صاحب الفتح.
الفائدة الخامسة: ثبوت دخول طائفة من أهل التوحيد النار
، يعذبون فيها على ما اقترفوا من المعاصي والذنوب، وهذا رد على المرجئة.
الفائدة السادسة: عظيم قدرة الله- ﷾ التي تذهل العقول
، وتحير
1 / 213