203

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

প্রকাশক

دار القمة

সংস্করণের সংখ্যা

-

প্রকাশনার স্থান

الإسكندرية

জনগুলি

ويتفرع على ذلك، أن نحكم بكمال علم وأدب النبي ﷺ، فمن كمال علمه، أنه لن يسأل ممنوعا، ومن كمال أدبه أنه لن يتعدى في السؤال، ولو كان من الممكن أن يصدر عنه شيء من ذلك ولو في أقل من القليل- حاشا لله- ما توجه إليه الخطاب الإلهي بالسؤال والإجابة بدون تقييد لماهية السؤال، ومجال الإجابة- فسبحان من علمه وأدبه، وجعله حقيقا بهذا المقام الرفيع. وتشرف النبي ﷺ بكل هذا الكلام والحوار، مع ربه- ﵎ بغير واسطة، ويكون كل الكلام على وجه الرضى والامتنان، بالإضافة إلى أن النبي ﷺ يكون أول من حظي بشرف الكلام مع ربه يوم القيامة. ز- أمر الله- ﷾ نبيه ﷺ، أن يقوم هو بإدخال من لا حساب عليه من أمته الجنة، ومباشرة النبي ﷺ إدخال المؤمنين الجنة، شرف عظيم له، وحكمته- والله أعلم- أن يشعر المؤمنون في الآخرة بنعم الله التي أجراها على يد النبي ﷺ، كما شعروا بذلك في الدنيا، وأن يعلموا أن طاعتهم للرسول، واجتهادهم في اقتفاء أثره، كانت موصلة لهم على يديه لجنات الحنّان المنّان، وانظر كيف أضاف المولى- ﷾ أول طائفة تدخل الجنة إلى النبي ﷺ قال تعالى: «أدخل من أمتك» كأن هذا الشرف لهذا الطائفة إنما كان لكونها من أمته ﷺ. ح- ومن الأمور التي تبين منزلته ﷺ أن الله- ﷾، قد نوع له الشفاعات الممنوحة له، فمنها: الشفاعة العظمى، التي نحن بصدد الحديث عنها، وهي مختزلة في هذا الحديث، حيث لم يرد ذكرها، وإنما انتقل الحديث من طلب الناس شفاعة النبي ﷺ ليزاح عنهم الغم والكرب، إلى الشفاعة في المؤمنين. الشفاعة في إدخال أمته الجنة، وهي أنواع تبدأ من إدخال من لا حساب له من الباب الأيمن من الجنة، وتتدرج حتى تنتهي إلى إدخال من قال لا إله الله، لما ورد عند البخاري: ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر ساجدا فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لآخرجنّ منها من قال: لا إله إلا الله، وهذا منتهى إكرام نبي هذه الأمة ﷺ، كما أن كثرة مرات سجوده تحت العرش وتكرار الثناء والمحامد على الله- ﷾ والإذن له كل مرة أن يخرج من النار طائفة من أمته كان

1 / 209