133

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

প্রকাশক

دار القمة

সংস্করণের সংখ্যা

-

প্রকাশনার স্থান

الإسكندرية

জনগুলি

يهمني هو أن يعلم كل مسلم أن نبيه ﷺ قد صلى بالأنبياء إماما، وفيهم من فيهم من أولي العزم من الرسل، حيث ورد في الحديث أن فيهم إبراهيم وموسى وعيسى، صلوات الله وسلامه عليهم جميعا، ومعلوم أنّ من السنة أن يؤم القوم أعلمهم، فهو دليل قطعي على أن النبي ﷺ هو أفضل الرسل جميعا، وقد بينت ذلك في مواضع مختلفة من هذا الكتاب فلله الحمد والمنة على ما تفضل به على نبينا ﷺ. وإذا كانت كل أمة من الأمم السابقة قد ادعت كذبا وزورا انتسابها إلى الخليل إبراهيم ﷺ، لشرفه وإمامته، فحقيق بأمة الإسلام أن تفتخر وتتباهى وترفع عقيرتها بين سائر الأمم أنها تنتسب صدقا إلى أمة خاتم النبيين ﷺ الذي صلى الخليل وراءه مأموما، شريطة أن يكون هذا الانتساب بالقول والعمل لا بالقول وحده. بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: حياة البرزخ وأحوالها تختلف تماما عن الحياة الدنيا وأحوالها، فلا تقاس حياة البرزخ على حياة الدنيا، ولذلك لا مجال لإيراد إشكالات قد تدور في أذهان بعض المسلمين مثل: كيف رأى النبيّ ﷺ موسى يصلي في قبره ثم رآه في السماء الخامسة ثم صلى به إماما ببيت المقدس. وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة. الفائدة الثانية: للأنبياء- ﵈ حياة خاصة بعد انتقالهم من الحياة الدنيا، وأن أعمالهم الصالحة تتواصل ولا تنقطع بانقطاعهم عن الحياة الدنيا وهذا من فضل الله عليهم وتميزهم عن سائر الخلق. ويتفرع على ذلك أن الأنبياء لا يدخلون في عموم قوله ﷺ: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة» «١»، وأن أعمالهم الصالحة لا تقتصر على أعمالهم في حياتهم الدنيا. الفائدة الثالثة: في الحديث فضيلة ظاهرة لإبراهيم ﷺ، وهى أن أشبه الناس به نبينا محمد ﷺ، وبالمناسبة أقول: إن للخليل ﷺ فضيلة أخرى عظيمة، وهى أن الله ﷿، ما أمر نبيه محمدا ﷺ باتباع ملة نبي بعينه إلا إبراهيم الخليل حيث قال تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل: ١٢٣] .

(١) رواه مسلم، كتاب الوصية، باب: ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، برقم (١٦٣١) من حديث أبي هريرة ﵁ مرفوعا.

1 / 138