أصدق من اللسان - فاستأنفت الكلام قائلة: «إني طوع إرادتك يا سيدتي، لكني أحب تخفيف قلقك.»
فأحبت شجرة الدر أن تكون جاريتها البادئة بالحديث، فقالت لها: «ماذا تظنين سبب قلقي؟»
قالت: «من أين لي أن أعلم ذلك؟ ليس فيما أعلمه من أحوالك إلا ما يوجب السرور والفخر، حتى
فيما له علاقة بالقلب، أعلم أنك قد نلت منه ما لم ينله سواك. إن الأمراء كافة يتمنون رضاك،
ويعدون التفاتك نعمة، ويكفي لاكتساب قلب أحدهم أن تنظري له نظرة رضا، على أنك في غنى عن ذلك
بموقعك الجميل من قلب مولاي عز الدين أيبك، وهو كبير الأمراء ، ويتمنى لفتة منك و...
فلما سمعت شجرة الدر اسم عز الدين تصاعد الدم إلى وجنتيها، وقطعت كلام جاريتها وهي تظهر
عدم الاهتمام وقالت: «ليس هذا الأمر مما يهتم له أمثالي يا شوكار، وإنما هو للفتيات
أمثالك.» •••
وأظهرت شوكار أنها صدقت سيدتها، مع أنها تعلم حق العلم بما بينها وبين عز الدين أيبك
অজানা পৃষ্ঠা