إلى مجراه، وبانت ظلال النخيل في الماء، وأكسبها النيل حركة اهتزازية كأن أولئك العذارى
نزلن للاغتسال فارتعدت أجسامهن من البرد أو من الحياء. ووراء النخيل تراءى الهرمان كأنهما
جبلان وقد انتصرا على طوارئ الحدثان، فأرادت شجرة الدر أن توهم جاريتها أنها سكتت تهيبا
للطبيعة الجميلة فقالت لها: «ما أجمل ضوء القمر يا شوكار!»
فسرت شوكار لأن سيدتها قد سري عنها، وزادت امتنانا لما سمعت إطراءها صوتها. لكنها ما
لبثت أن رأتها عادت إلى الانقباض وأخذت تشكو من حالها، وإن ما تغبطها عليه من النعيم إنما
هو سبب شقائها. فانقبضت نفس شوكار، وألقت العود من يدها، وتقدمت حتى جثت عند قدمي سيدتها،
وقبلت ركبتها وقالت: «ما الذي يشغلك يا سيدتي؟ وهل أنت لا تثقين بي، مع أني مستودع أسرارك،
وليس لي شاغل سواك؟»
وشرقت بريقها من عظم التأثر، فابتسمت شجرة الدر لها ووضعت يدها على رأسها وجعلت تعبث بشعر
অজানা পৃষ্ঠা