المقياس، نسبة إلى مقياس قديم للنيل، وسموها أيضا قلعة الروضة أو القلعة الصالحية. وكان في
موضع هذه القلعة أبنية كثيرة فيها القصور والمساجد والمعابد، ودور الصناعة لبناء السفن،
والهودج الذي بناه الآمر بأحكام الله الفاطمي لجاريته، واشتهر أمره، فهدم الملك الصالح كل
هذه الأبنية، وبنى القلعة مكانها، وأنفق عليها أموالا طائلة، وفي جملة ما بناه قصور ومسجد،
نقل إليها العمد والأساطين الصوان والجرانيت والرخام من الهياكل القديمة، وغرس فيها الأشجار
والرياحين، وبنى فيها ستين برجا شحنها بالأسلحة وآلات الحرب وما يحتاج إليه من الغلال
والأقوات؛ خوفا من محاصرة الإفرنج؛ لأنهم كانوا على عزم غزو مصر. وبالغ في إتقان تلك
الأبنية حتى قيل إن الحجر الواحد من أحجارها كلفه دينارا. وكان يقف بنفسه ويرتب العمل،
فلما تم بناؤها نقل إليها أهله ونساءه وجواريه، وفرق فيها مماليكه، وعددهم نحو ألف مملوك.
وأنشأ خارج القلعة بناء عظيما جمع فيه أصناف الوحوش من الأسود والنمور وغيرها.
অজানা পৃষ্ঠা