وأعادت القابلة الزجاجة إلى جيب قميصها القصير، ونهضت لتنصرف وقالت: أنت تعرفين أين أسكن حين يأتي موعد الولادة.
وختمت عند الباب نصيحتها الباعثة على التفاؤل قائلة: قد تتعرضين للإجهاض لو دأبت على الجري فوق السلم نزولا وطلوعا.
وفي ذلك الخريف الذي يسود فيه بروكلين دفء كاذب كدفء الصيف، جلست كاتي تحت الظلة تحمل بطنها المنتفخ، الذي ينبئ بقرب مولد طفل آخر، وتوقفت الجارات مشفقات عليها مواسيات إياها من أجل فرانسي قائلات: لن يقدر لك قط أن تنشأ هذه الطفلة؛ فإن لونها شاحب، وسوف يرحمك الله إذا أحاطك بعنايته وأخذها إلى جواره، أي خير ينتظر من طفلة مريضة تشب في أسرة فقيرة؟ إن الأرض تضيق بما رحبت من أطفال، ولا تتسع للضعفاء منهم.
وضمت كاتي طفلتها بقوة قائلة: لا تقلن ذلك، ليس من الخير أن تموت، من من الناس يريد أن يموت، إن كل مخلوق يصارع من أجل الحياة، انظرن إلى هذه الشجرة التي تنمو خارج تلك النافذة الحديدية، إنها لا ترى الشمس، ولا تدركها المياه إلا إذا جادها الغيث، وهي تخرج من أرض سبخة، ولكنها شامخة قوية؛ لأن صراعها المرير من أجل الحياة يقويها ويشد من عودها، وسوف يكون أطفالي أقوياء على هذا النحو. - أوه، ينبغي أن تجتث هذه الشجرة البيتية.
وقالت كاتي: لو لم يكن في العالم إلا شجرة واحد من هذا النوع، لآمنتن أنها شجرة جميلة، ولكن كثرة ما في العالم من شجر يجعلكن لا ترين مبلغ جمالها حقا.
وأشارت إلى حشد من الأطفال القذرين يلعبون في البالوعة، قائلة: انظرن إلى هؤلاء الأطفال، إنكن تستطعن أن تحملن أي واحد منهم، وتحسن غسله وإلباسه، ثم أجلسنه في بيت جميل فيبدو في أعينكن جميلا مليحا.
وقلن لها: إن لك أفكارا جميلة يا كاتي، ولكن طفلتك مريضة جدا.
فردت كاتي في وحشية قائلة: لتعيشن هذه الطفلة، وسأجعلها تعيش.
وعاشت فرانسي، وقضت عامها الأول وهي تشق حياتها بصعوبة، وتصدر منها صيحات متقطعة.
وولد أخو فرانسي بعد عيد ميلادها الأول بأسبوع.
অজানা পৃষ্ঠা