وصرخت هيلدي وهي تثب نحو كاتي شاهرة دبوس قبعتها: إنه ليس حرا للصوص.
وخطا جوني بين الفتاتين وأصابه خدش في خده، وكانت فتيات كاسل بريدج في ذلك الوقت قد تجمعن يراقبن ما يحدث، ضاحكات في مرح، وأمسك جوني بذراعي الفتاتين، وقادهما إلى المنعطف، ودفعهما إلى بوابة، وحبسهما بذراعه، وراح يتكلم معهما، وقال: هيلدي، إنه لا يرجى من ورائي نفع كبير، وما كان ينبغي لي أن أمضي هذا الشوط معك؛ لأني أرى الآن أنني لا أستطيع أن أتزوجك، وبكت هيلدي قائلة: إن الوزر كله يقع عليها.
واعترف جوني في لطف: إنه وزري أنا، فلم أعرف قط الحب الصحيح حتى لقيت كاتي.
وقالت كاتي في إشفاق كما لو كان جوني يقترف إثما: ولكنها صديقتي المفضلة، إنها فتاتي الأثيرة عندي، وليس هناك شيء آخر يقال في هذا الموضوع.
وبكت هيلدي وجادلت، وأخيرا هدأ جوني من روعها وشرح لها كيف كان الأمر بينه وبين كاتي، وأنهى كلامه بأن أوصى لهيلدي أن تمضي في طريقها ويمضي هو في طريقه، وأعجب جوني بوقع كلماته، وأخذ يرددها مرة بعد مرة، مستمتعا بهذه اللحظة المسرحية المثيرة. - أجل امضي في طريقك وأمضي أنا في طريقي.
وقالت هيلدي في مرارة: أنت تعني أن أمضي أنا في طريقي وتمضي أنت في طريقها.
وأخيرا مضت هيلدي في طريقها، وسارت هابطة الطريق وكتفاها متهدلتان، وجرى جوني خلفها وأحاطها بذراعيه في الشارع وقبلها في حنان قبلة الوداع. وقال في حزن: كنت أود أن تكون حالنا غير ذلك.
وانفجرت هيلدي قائلة: أنت لا تريد هذا، ولو كنت تريد لتخليت عنها وعدت إلي.
وبدأت تبكي مرة أخرى ...
وكانت كاتي تبكي هي الأخرى، فإن هيلدي أودير رغم هذا، كانت خير صديقاتها، وقبلت هيلدي أيضا، وأشاحت بوجهها عنها عندما رأت عينيها الدانيتين منها مبللتين بالدموع، وقد ضاقتا بفعل الحقد والكراهية.
অজানা পৃষ্ঠা