ব্রুকলিনে গাছ বেড়ে ওঠে

নওয়াল সাদাওয়ি d. 1442 AH
141

ব্রুকলিনে গাছ বেড়ে ওঠে

شجرة تنمو في بروكلين

জনগুলি

ونظرت إلى الجملة وحكت بغير وعي لدغة بعوضة أصابت ساقها العارية، ونظرت إلى ساقها الطويلة الرقيقة التي لم تستقر على شكل بعد، وحذفت الجملة وبدأت من جديد. «قريبا سأصبح امرأة.» ونظرت إلى صدرها الذي كان مستويا كأرض الحمام، ونزعت الصفحة من المفكرة، وبدأت صفحة جديدة.

وكتبت وهي تضغط بشدة على قلمها: «إن التعصب هو سبب اشتعال الحرب، وتقتيل الآمنين من المواطنين، وإقامة المصالب والمشانق والقصاص بلا محاكمة قانونية، وحمل الناس على أن يقسوا على الأطفال الصغار، وبعضهم على بعض، إنه المسئول عن معظم الفساد والحقد والفزع وتحطيم قلب العالم وتعذيب روحه.»

وقرأت الكلمات بصوت عال، فرنت رنين كلمات انبعثت أصداؤها من صندوق من القصدير، وأغلقت المفكرة ووضعتها جانبا.

وكان يوم السبت في ذلك الصيف خليقا بأن يسجل في يومياتها كأسعد أيام حياتها؛ فقد رأت اسمها لأول مرة مطبوعا، وكانت المدرسة قد أصدرت مجلة في نهاية العام، حيث نشرت فيها أحسن قصة كتبت في حصة الإنشاء من كل صف، ووقع الاختيار على موضوع فرانسي المسمى «موسم الشتاء» كأحسن أعمال الصف السابع، وكان ثمن المجلة عشرة سنتات، واضطرت فرانسي إلى الانتظار حتى يوم السبت لتشتريها، وأغلقت المدرسة أبوباها لحلول إجازة الصيف في اليوم السابق ليوم السبت ، وقلقت فرانسي خشية ألا تحصل على المجلة، ولكن السيد جونسون قال لها إنه سوف يعمل بالمدرسة يوم السبت، وإنه سوف يعطيها نسخة من المجلة إذا أحضرت معها السنتات العشرة.

ووقفت فرانسي في وقت مبكر من العصر أمام بيتها ممسكة بالمجلة، وقد فتحتها عند الصفحة التي كتبت فيها قصتها، وكانت تأمل في أن يمر بها عابر سبيل يمكنها أن تريها له.

وأطلعت أمها على القصة وقت الغداء، ولكن اضطرت أن تعود إلى العمل، ولم يكن لديها وقت لقراءتها، وذكرت فرانسي خمس مرات على الأقل أثناء الغداء أن لها قصة نشرت، وقالت أمها أخيرا: نعم، نعم، إني أعلم هذا، وقد تنبأت لك به كله، ولسوف تنشر لك قصص كثيرة، وتعتادين ذلك، ولكن لا تشغلي بالك بها، فإن أمامك أطباقا تقتضي الغسل.

وكان الأب في مركز الاتحاد العام، ولن يقدر له أن يرى القصة حتى يوم الأحد، ولكن فرانسي تعلم أنه سيسر بها، ووقفت في الشارع وقد وضعت تحت إبطها مبعث مجدها، ولم تستطع أن تتخلى عن المجلة ولو للحظة واحدة، وأخذت تلقي نظرة من حين إلى حين على اسمها المكتوب بالحروف المطبوعة، وتشعر بسعادة لا تفتر أبدا.

ورأت فتاة تدعى جوانا تخرج من بيتها على بعد قليل من مسكنها، وكانت جوانا قد أخذت طفلها في عربته ليشم الهواء الطلق، وشهقت بعض الزوجات اللائي وقفن للثرثرة على جانب الطريق أثناء تسوقهن رائحات غاديات: أترين؟! إن جوانا لم تتزوج بعد ... إنها فتاة جميلة قاست من المتاعب في حياتها ... إن ابنها ليس شرعيا ... «ابن سفاح». كانت هذه هي العبارة التي يستعملنها في الحي، وشعرت هؤلاء النسوة الشريفات أن جوانا ليس من حقها أن تتصرف كأم لها كبرياؤها، وتخرج طفلها في ضوء النهار، وشعرن أنه كان يجب عليها أن تخفيه في مكان مظلم.

وأحست فرانسي برغبة في استطلاع أمر جوانا والطفل، لا سيما أنها سمعت أمها وأباها يتكلمان عنها، وحملقت في الطفل حين مرت العربة بها، وكان شيئا صغيرا جميلا يجلس سعيدا في عربته، ربما كانت جوانا فتاة سيئة الخلق، لكنها بلا شك تعتني بطفلها الذي يبدو أكثر نظافة وجمالا وأناقة من أطفال النساء الشريفات. وكان الطفل يلبس قبعة موشاة ورداء نظيفا أبيض و«مريلة»، وكان غطاء العربة نظيفا عليه رسوم جميلة طرزت باليد.

وكانت جوانا تشتغل في مصنع وأمها ترعى طفلها، وشعرت الأم بعار شديد حتى إنها لم تكن تخرج بالطفل من البيت؛ ولذلك لم يتنزه الطفل في الهواء الطلق إلا في نهاية الأسبوع حين تخلو جوانا من العمل. أجل، لقد قررت فرانسي أنه طفل جميل، يشبه جوانا تماما، وتذكرت كيف وصفها أبوها في اليوم الذي كانت أمها تتكلم عنها: إن لها بشرة كأكمام زهرة المانوليا (ولم يكن جوني قد رأى زهرة المانوليا قط)، وإن شعرها أسود سواد جناح الغراب الأسحم (ولم يكن قد رأى مثل هذا الطائر)، وإن عينيها عميقتان داكنتان كينابيع الغابة، (ولم يكن رأى غابة قط)، ولكنه وصف جوانا وصفا دقيقا، لقد كانت فتاة جميلة.

অজানা পৃষ্ঠা