تاماني، تاماني.
وأخذت فرانسي تستمع باهتمام إلى المناقشات التي تدور بين أمها وأبيها حول فضائل هذا الحزب ونقائصه، والأب من الديمقراطيين المتحمسين، ولكن الأم لم يكن يعنيها الأمر؛ فقد كانت تنتقد هذا الحزب وتقول لجوني إنه يضيع صوته هباء.
وقال جوني صارخا: لا تقولي ذلك يا كاتي، إن الحزب في مجموعه يصنع الخير الكثير للناس.
وقالت كاتي متوجسة: لا أكاد أتصور ذلك. - إن كل ما يريدون هو صوت رب الأسرة، وانظري ماذا يؤدون له نظير ذلك. - اذكر لي شيئا واحدا. - حسنا! إذا أنت أردت نصيحة في أمر قانوني، فإنك لا تحتاجين إلى محام، وإنما تسألين رجل الحزب. - أعمى يقود عميانا. - ألا تصدقين ذلك، إنهم قد يصمون آذانهم في أمور كثيرة، ولكنهم يعرفون قوانين البلدية بمداخلها ومخارجها. - فلتقاض البلدية لأمر من الأمور، وانظر إلى أي مدى يساعدك تاماني.
وقال جوني بادئا من زاوية أخرى: خذي في اعتبارك الخدمات المدنية، إنهم يعلمون متى تكون امتحانات رجال الشرطة ورجال الحريق وسعاة البريد، وإنهم دائما يرشدون الناخب إذا كان يهمه الأمر. - إن زوج السيدة لافي نجح في امتحان سعاة البريد منذ ثلاث سنوات، ولا يزال يعمل سائق عربة. - آه، ذلك لأنه جمهوري، ولو كان ديمقراطيا لكانوا خليقين بأن يأخذوا اسمه ويضعوه في أول القائمة، لقد سمعت عن مدرسة أرادت أن تنتقل إلى مدرسة أخرى، وأعانها تاماني على تحقيق رغبتها. - كيف؟ اللهم إلا إذا كانت جميلة. - ليس هذا هو السبب، وقد كان ذلك منه حركة بارعة، فالمدرسات يعلمن ناخبي المستقبل ، وهذه المدرسة مثلا سوف تمتدح دائما تاماني لتلاميذها متى استطاعت إلى ذلك سبيلا! وسوف يشب كل صبي ليعطي صوته، هل فهمت؟ - لماذا؟ - لأن في ذلك ميزة.
وتهكمت كاتي قائلة: ميزة! ها ها! - وبعد، لنفرض أن لديك كلبا من الكلاب القميئة، ثم مات، ماذا تفعلين؟ - وماذا أفعل بكلب من هذا النوع أولا؟ - ألا تستطيعين أن تتخيلي أن لديك كلبا ميتا من أجل المناقشة فحسب؟ - حسنا! إن كلبي مات فماذا بعد؟ - إنك تذهبين إلى الإدارة العامة، ولسوف يحمله الصبية عنك، افرضي أن فرانسي أرادت أن تحصل على رخصة للعمل، ولكنها كانت أصغر من السن القانونية. - إنهم يحصلون لها عليها فيما أظن. - بكل تأكيد. - هل تظن أنه من الصواب أن يحصلوا على هذه الأوراق التي تبيح لأطفال صغار الاشتغال في المصانع؟ - حسنا! افرضي أن لك صبيا سيئ الخلق يهرب من المدرسة، وهو خليق أن يصبح متسكعا يتلكأ حول أركان الشوارع، ولكن القانون لا يصرح له بالعمل، أليس من الأفضل أن يحصل على أوراق عمل غير مشروعة؟
ووافقت كاتي قائلة: في هذه الحالة أجيب بنعم. - انظري إلى كل الوظائف التي يعطونها للناخبين. - أنت تعرف كيف يحصلون عليها، أليس كذلك؟ إنهم يفحصون مصنعا من المصانع، ويتجاهلون أنهم ينتهكون قوانين المصنع، ويرد المدير شرهم بطبيعة الحال بأن ينبئهم بالوقت الذي تخلو فيه عنده وظائف تقتضي شغلها، فيكون لتاماني الفضل في تدبير وظائف للناخبين. - وهناك حالة أخرى، هناك رجل له أقارب في الوطن القديم، ولكنه لا يستطيع أن يحضرهم إلى هنا نظرا لتعقيدات الإجراءات، أما تاماني فيستطيع أن يتغلب على ذلك. - بكل تأكيد، إنهم يحضرون الأجانب إلى هنا ويعملون على أن يبدءوا في استخراج الشهادات التي تثبت مواطنهم، ثم يخبروهم بأنه يجب عليهم أن يعطوا أصواتهم للحزب الديمقراطي أو يعودوا من حيث أتوا. - إن تاماني يحب الفقراء مهما قلت فيه، افرضي أن هناك رجلا مريضا لا يستطيع أن يدفع إيجار بيته، هل تظنين أن الحزب يترك صاحب البيت يطرده؟ لا يا سيدتي، لن يحدث ذلك إذا كان ديمقراطيا.
وقالت كاتي: إني لأحسب أن الملاك جميعا إذن من الجمهوريين؟ - لا، إن النظام يتمشى مع المالكين، افرضي أن هناك مالكا قدم شكوى من مستأجر لطمه على أنفه، بدلا من أن يعطيه قيمة الإيجار، فماذا يحدث؟ إن الحزب يطرد المستأجر من أجل المالك. - إن ما يعطيه تاماني للناس يكلفهم ضعف ثمنه، انتظر حتى نعطي نحن النساء أصواتنا.
وقطعت حديثها ضحكة جوني، فقالت: إنك لا تعتقد أننا سوف نفعل ذلك؟ إن هذا اليوم سيأتي، سجل كلماتي، وسوف نضع هؤلاء الساسة المنحرفين في المكان الذي ينتمون إليه؛ خلف قضبان السجون. - إذا قدر وأقبل ذلك اليوم الذي تعطي النساء فيه أصواتهن، فإنك سوف تذهبين ويدك في يدي إلى صناديق الانتخاب، وتدلين بصوتك على نحو ما أفعل.
وأحاطها بذراعه وعانقها بسرعة.
অজানা পৃষ্ঠা