وكانت المدرسة في أول الفصل الدراسي تنادي التلميذات، وتسأل كل طفل عن نسبه، ومثل هذه الإجابات تمثل ذلك خير تمثيل: إنني بولندية أمريكية، ولد أبي في وارسو. - إنني أيرلندية أمريكية، ولد أبي وأمي في مقاطعة كورك.
وأجابت فرانسي في فخر حين نودي اسم نولان: إنني أمريكية.
وقالت المدرسة السريعة الغضب والسخط: أعلم أنك أمريكية، ولكن ما هي قوميتك؟
وأصرت فرانسي ممعنة في الفخر: أمريكية! - أخبريني من يكون أبواك وإلا بعثت بك إلى المديرة! - إن والدي أمريكيان، ولدا في بروكلين.
والتفت كل الأطفال لينظروا إلى الصبية الصغيرة التي لم يأت أبواها من الوطن القديم، وشعرت فرانسي بالفخر والسعادة حين قالت المدرسة: بروكلين؟ أظن أن ذلك يجعلك أمريكية صميمة.
وقالت فرانسي بينها وبين نفسها: ما أروع بروكلين، فإن المرء إذا ولد فيها غدا أمريكيا بلا تفكير ولا حساب!
وحدثها أبوها عن ذلك الحي العجيب، وكيف أن الأسر التي تعيش فيه دخلت في عداد الأمريكيين منذ أكثر من مائة عام، وكيف كان أكثرهم من خلاصة الأسكتلنديين والإنجليز وأهل ويلز، وكان الرجال يعملون في صنع الصواوين وأعمال النجارة الدقيقة، ويشتغلون بالمعادن: الذهب، والفضة، والنحاس.
ووعد جوني فرانسي بأن يأخذها يوما إلى القسم الإسباني من بروكلين، حيث يعمل الرجال في صنع السجائر، ويكسب كل منهم قليلا من البنسات في اليوم، ليؤجروا بها رجلا يقرأ لهم وهم يعملون، وكان الرجل يقرأ الأدب الرفيع.
وسارا في الشارع الهادئ الذي يحمل اسم يوم الأحد، ورأت فرانسي ورقة تسقط من شجرة فقفزت إلى الأمام لتمسكها، وكان لونها أحمر قرمزيا صافيا، لها حواش ذهبية، وحملقت في الورقة متسائلة: أيقدر لها أن ترى شيئا بمثل هذا الجمال مرة أخرى؟ وأقبلت امرأة من المنعطف، تصبغ شفتيها بأحمر ثقيل وتلبس لفيعة حول عنقها من الريش، وابتسمت لجوني وقالت: هل أنت وحيد أيها السيد؟
ونظر إليها جوني لحظة قبل أن يجيب في رفق: لا يا أختاه.
অজানা পৃষ্ঠা