65

ولكن الوجيه قال: بل لدي فكرة لو قدر لها النجاح ردت إلي أموالي الضائعة! - ما هي فكرتك؟ - نلجأ إلى الروح! - الروح؟! - الروح التي سلبت مالي هي التي ترده إلي! - ولكن ذاك حلم! - سنعيد تمثيل الرواية! - نفس الرواية؟ - ولكن بممثلين من عندنا. - والروح من أين نأتي بها؟ - نفس الروح، وإذا خرجت عن المرسوم لها مزقناها إربا! •••

وفي صباح اليوم التالي طلع أول شعاع على الضريح وهو مغلق، والولي جالس أسفل بابه. وإذا بعجوز يسحب وراءه شابا ضريرا نحو الضريح. وجاء رجال فاتخذوا مواقفهم فيما يلي الضريح. وغمز الولي بعينه فراحوا يتصايحون متظاهرين بالدهشة. - هل نشهد معجزة جديدة؟ - أجل .. إنها معجزة جديدة!

وترامت أصواتهم المرتفعة إلى أطراف المدينة، فهرع إلى ساحة الضريح جموع الأمس ملهوفين، وعلى رأسهم الشاب. ولحق بهم الشرطي وخادم الضريح، وتطلعت الأبصار إلى الشاب الضرير؛ رأوه مسند الرأس إلى باب الضريح وهو يهتف: يا رب السموات!

فسأله العجوز: ما لك يا بني؟

فقال الشاب بانفعال شديد: أسمع صوتا يا أبي.

فسرت في الجموع همهمة سرعان ما انقلبت تهليلا وتكبيرا. وتظاهر خادم الضريح بالقلق، فنادى الشرطي بنبرة تحريض: أيها الشرطي!

ولكن الشرطي أجاب بإذعان: كفاني ما لقنت أمس من درس، فلتكن مشيئة الله.

فهتفت الجموع هتاف النصر، وصاح الشاب الضرير: إنه يناديني!

فصاح الجمهور: الله أكبر .. الله أكبر. - إني مرهف السمع، إني رهن الإشارة يا طبيب القلوب الكسيرة. - تبارك الله القادر على كل شيء. - افتحوا الباب، إنه يناديني، افتحوا الباب.

مضى شاب الأمس ففتح الباب بين التهليل والتكبير. دخل الشاب الضرير ملتمسا طريقه إلى قلب الضريح حتى اختفى عن الأنظار. وساد صمت؛ صمت عميق شامل. تركزت الأرواح في الأعين المتطلعة. وإذا بصيحة تترامى من الداخل، وإذا بالشاب يظهر في الباب رافعا يديه إلى السماء وهو يهتف: أشهد الله أن بصري قد رد إلي!

অজানা পৃষ্ঠা