বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
জনগুলি
لم ينته الملك الصالح من تلاوة الخطاب حتى بدت على وجهه علامات التأثر وطفرت دموع الألم من عينه، ثم ناوله بعد ذلك إلى القاضي بهاء الدين الزهراوي الجالس عن يمينه ليقرأه، وبعد التشاور فيما بينهما وبين رجال المعسكر أرسل الرد التالي:
بعد البسملة والحمدلة أخذت كتابك، وإنك لتفخر علي بكثرة جنودك وتهددني بما لك من عدة وقوة، ألا فلتعلم أننا رجال سيف لا نخشى أمرا في سبيل كلمة الله، فمن مات منا شهيدا قام مكانه مؤمن آخر، ومن قصدنا بسوء فإنما هو وارد إلى حتفه بظلفه، ألا تبصر عيناك المغرورتان حدة سيوفنا وعظمة أبطالنا؟ أتعمى عن رؤية القلاع والسواحل التي فتحناها؟ وديار الأعادي التي أبدناها؟ لو تمعنت في أمرك لظهر لك سخف رأيك وتكليف نفسك مشقة لا طائل تحتها ولا مطمع من ورائها، لو ترويت وتبصرت لعلمت أي منقلب ينقلب الظالمون؟ قال الله في كتابه العزيز:
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين .
قرأ لويس التاسع هذه الأسطر النارية فجمع رجاله في الحال وشاورهم في الأمر، وما كادوا يشيرون عليه بنزول الجنود إلى البر حتى وطئت جنوده أرض مصر وأمامهم وكيل البابا يحمل صليبا كبيرا، ومن ورائه لويس التاسع يخفق اللواء المقدس فوقه وفوق عائلته ومن خلفهم الحاشية والجنود. •••
بدأت الحرب مساء اليوم العشرين من شهر صفر واشتدت هجمات السفن الإسلامية على الأسطول الفرنسي شدة كادت تؤدي إلى فشل الصليبيين، وفي تلك الساعة الرهيبة التي كان المسلمون فيها يقاومون أهل الصليب بصدورهم ويتلقون هجمات العدو بثبات وعزيمة صادقة، تراجع قائد المسلمين الأمير فخر الدين بلا سبب وأخذ يولي الأدبار، وما كادت الجنود الإسلامية تشعر بفرار قائدها حتى تولاهم الاضطراب ولاذوا أيضا بالفرار أسوة بقائدهم، فساد الهرج والمرج بين صفوفهم واختلط حابلهم بنابلهم مسرعين مجدين في الهروب بكل ما فيهم من قوة حتى وصلوا «أشمون»، أما الأهالي فقد ذعروا لهذه الحالة فحملوا ما وصل أيديهم من مال ومتاع متعقبين أثر الجيش ولم يرتفع ستار الليل عن دمياط حتى كانت خاوية على عروشها، ليس فيها إنسان من سكانها، أما الصليبيون الذين لم يروا أمامهم مهاجما أو مدافعا اشتبهوا في الأمر وخيل إليهم أن هناك دسيسة مدبرة من المسلمين لإيقاعهم في فخ منصوب، فاقتربوا من المدينة وجلين، حذرين يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى وعندما شعروا بخلوها تقدموا نحوها متجاسرين ودخلوها دخول الظافرين الغانمين.
ما أشد دهشتهم أمام ذلكم اللغز! لقد ترك الجيش المذعور كل سلاحه وخلف الأهالي أقواتهم وأرزاقهم التي ادخروها لستة أشهر، لم يبق في المدينة إنسان واحد ولكنها كانت مملوءة بالذخيرة والسلاح، فما هذا التناقض! لقد غنم الصليبيون وأحرزوا الفوز ودخل صليبيو القرن السابع مدينة دمياط دخول الظافر كما دخل صليبيو القرن العشرين مدينة «قرق كليسا»،
3
أيخاف أهل الهلال من الصليب؟ القلوب الطافحة بالإيمان ليس فيها متسع للخوف.
التاريخ يعيد نفسه؟ ما كاد الصليبيون يستولون على دمياط حتى حولوا جوامعها إلى كنائس واستتبوا في ربوعها آمنين مطمئنين وقد تملكوا أحكم القلاع المصرية في زمن وجيز وفي فرصة غريبة ما كانوا يحلمون بها، وها هي القاهرة قد أصبحت قيد ذراع منهم يحملون عليها متى شاءوا، أسقط في يد الملك الصالح وفت في عضده، اشتد يأسه وزادت آلامه وأوجاعه، لكنه هب في الحال مدفوعا بعزيمة صادقة ووقف أمام الجيش الفار يصد تياره إلى أن تمكن من ذلك.
ولما استتب له الأمر جمع أمراء الجنود الهاربة وأمر بإعدامهم في الحال، حتى إنه صلب في ساعة واحدة خمسين من «سناجق» الجيش.
অজানা পৃষ্ঠা