বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
জনগুলি
ثم باسطهم ومازحهم وما زال حتى انبسط جعفر بن يحيى وزال انقباضه وحياؤه، ففرح جعفر بذلك فرحا شديدا وقال له: ما حاجتك؟
قال: جئت - أصلحك الله - في ثلاث حوائج أريد أن تخاطب الخليفة فيها؛ أولها: أن علي دينا مبلغ ألف ألف درهم أريد قضاءه، وثانيها: أريد ولاية لابني يشرف بها قدره، وثالثها: أريد أن تزوج ولدي بابنة الخليفة، فإنها بنت عمه، وهو كفء لها.
فقال له جعفر: قد قضى الله هذه الحوائج الثلاث؛ أما المال ففي هذه الساعة يحمل إلى منزلك، وأما الولاية فقد وليت ابنك مصر، وأما الزواج فقد زوجته فلانة، ابنة مولانا أمير المؤمنين، على صداق مبلغه كذا وكذا فانصرف في أمان الله.
فراح عبد الملك إلى منزله فرأى المال قد سبقه، ولما كان من الغد حضر جعفر عند الرشيد وعرفه ما جرى وأنه قد ولاه مصر وزوجه ابنته، فعجب الرشيد من ذلك وأمضى العقد والولاية، فما خرج جعفر من دار الرشيد حتى كتب له التقليد بمصر وأحضر القضاة والشهود وعقد العقد.
4
الفصل الرابع
تلك هي ثقة الرشيد بوزيره وأنيس قلبه وحبيبه العزيز جعفر، وإلى هذا الحد البعيد وصلت دالة الوزير على مولاه الخليفة، كان يرى بنفسه أكبر شئون الدولة وأعوصها، فيقيم أوزانها، ويفصل في قضاياها سواء كان في حضور الحاكم أو في غيابه، وسواء علم الرشيد أم لم يعلم، فهل كان يخطر على البال أن تنفرج بينهما شقة الخلاف؟ وهل كان يظن أن الشمس تشرق عليهما ذات يوم وهما مختلفان متنافران وقد أحبا بعضيهما واستوثقا من نفسيهما إلى هذا الحد؟ لم يكن بين الخليفة ووزيره سر مكتوم، فكل سرائر الخليفة ونياته صفحة مفتوحة أمام جعفر، وكل دخائل جعفر وخفايا نفسه ملم بها الخليفة، فهل يأتي عليهما يوم يتنكر فيه أحدهما للآخر؟ ما كان يمضي يوم دون أن يذهب رسول من قصر الخلافة إلى قصر البرامكة، ما أكثر ما كان يخرج جعفر من حضرة الرشيد فيرسل في طلبه! وما أكثر الأوقات التي خرجا فيها إلى الصيد والقنص! ما أكثر الليالي التي أمضياها معا جنبا إلى جنب يتفقدان فيها أحوال بغداد! ما أكثر الهدايا والتذكارات الثمينة التي يهدي بها الخليفة وزيره الصادق! فهل كان لكل هذه الأوقات والساعات والليالي والأيام نهاية وحد؟
نعم، كان لها مدى وغاية، كانت الأيام الدائرة، تلك الأيام التي تمضي بمئات من المشاغل والحوادث تقترب ببطء وهدوء لهذه الغاية، كانت السحب المتكاثفة في سماء مستقبل الوزير تنذر باحتمال حدوث هذا الانقلاب التدريجي؛ لأن أعداء جعفر كانوا يتكاثرون ويتفاقمون بنسبة استفحاله في الشهرة وبعد الصيت، توهم أنه يستطيع أن يستهوي أفئدة الخلق ويستعبد قلوبهم بقيود نعمته وسلاسل جوده، وقد فاته أن الناس قد تنسى كل حسناته إزاء نعمة واحدة يغدقها عليه الخليفة أو ميزة من المزايا يختصه بها دونهم.
لولا الحسد وما تنطوي عليه الصدور من الأحقاد، لولا ما يحمله الإنسان لأخيه الإنسان من ضغينة وغل لما استطاعت رياح الأقدار أن تطفئ شمس سعادته المضيء.
كثر الساعون في إخلال روابط الثقة المتينة التي بين الخليفة ووزيره، واشتد ساعد الذين يحملون المعاول الهادمة لهذه الثقة، وبين هؤلاء الساعين الأميرة زبيدة، فإنها نفرت منه منذ حادثة مكة وانتهزت كل فرصة سانحة لتكون ضده، إنها لم تنس نظرات جعفر المصوبة إلى ابنها الأمين وهو يحلف ثلاثا يمين الطاعة وعدم الخيانة بين يدي أبيه الرشيد وفي حضوره في بيت الله الحرام، لم تنس سعيه في تنصيب المأمون لولاية العهد بعد ابنه الأمين، بل أسرت ذلك في نفسها، متوعدة الانتقام يوما ما من هذا المملوك الفارسي.
অজানা পৃষ্ঠা