বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের

আব্দুল আজিজ আমিন খানজি d. 1450 AH
183

বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের

شهيرات النساء في العالم الإسلامي

জনগুলি

أدهشه هذا التصريح؛ لأنه ما كان يعتقد بنوال مثل ذلك الشرف، فقبل مسرورا أن تزف ابنته إلى أكبر رجل تعرفه الأندلس، أما المنصور فكان فرحا في سره لتمكنه من إحباط خطة منافسه المصحفي، فأصبح بعد ذلك من أسهل الأمور عليه عزله من منصبه، لا سيما وقد كانت أغلاطه ظهرت لصبيحة، فتم له ما أراد وزاد من نكايته له رجوع غالب عن كلمته ورفضه زواج أسماء من ابنه عثمان.

ارتقى المنصور إلى درجة حاجب، أي وزير الوزراء، كما كان المنتظر! فيكون قد وصل الدرجة الأخيرة من عرش آماله الذهبية وجلس مفتخرا على أريكتها العلياء، ولقد أصبح بعد تلك الحادثة معكس أنظار العالم الإسلامي في جميع الأقطار؛ إذ كان رقيه سريعا مدهشا لدرجة أنه هو نفسه كان في حيرة من أمر هذه السعادة وحسن ذلك الطالع.

أرأيت أيها القارئ كيف يكون سحر الحب وفعله العجيب؟!

الحب هو الذي خلق هذه المعجزة، والحب هو الذي أخذ بيد كاتب صغير لم تحنكه التجارب إلى ذروة المجد وسنام العظمة.

المحتكون بالمنصور الحائمون حوله ذهلوا من رقيه السريع، بينما كانت صبيحة تبارك نفسها لإتحافها الأندلس بنابغة قل أن تجود الأجيال بمثله.

7

مصاهرة المنصور لقائد مثل غالب، صاحب المنزلة الكبيرة في نفوس القبائل القاطنة مراكش وشمال إفريقية أمر ارتاح إليه جد الارتياح، حيث كان يطمع في مد نفوذه وشهرته حتى تلك الأصقاع، فكم سهر الليالي وهو يذهب بتصوراته إلى تلك البلاد ويبني القصور والعلالي لإدارتها وتسخيرها لحكمه كما يريد ويشاء، فها هي الآن في مقدوره ومتناول يده.

لندع المنصور جانبا بين آماله وأمانيه ونفكر قليلا في حالة صبيحة الروحية في تلك الفترة؟ فإلى أي حد وصلت تصوراتها يا ترى؟ وكيف قابلت تلك الصدمة؛ صدمة زواج حبيبها وأعز مخلوق لديها بامرأة أخرى؟ وكيف رضيت هي بمثل هذا الأمر وأمكنها إسكات النزاع القائم في نفسها وامتلاك شعورها والتوقيع على عقد النكاح بيدها ودعوة غالب وابنته إلى قرطبة ومقابلتهما بحفاوة وسرور؟

لم يكن في مقدورها تدبير أمر يعكس هذه الحالة؛ لأنها لم تستطع أن تجري مع عواطفها، لقد منعها مركزها السامي من إظهار ما في نفسها من الآلام والآمال، إن سمو مقامها وقف في سبيل منع المنصور من مثل هذا الأمر المؤلم، فلم تر بدا من الاستسلام لحكم الأقدار ومقابلة الضربة بشجاعة وثبات، لقد أبدت شجاعة تفوق حد التصور والإدراك في كتم عواطفها، وظهرت بمظهر الرزانة الجديرة بملكة جليلة القدر عظيمة الشأن، فأشرفت بنفسها على حفلة الزفاف التي دفع الخليفة جميع نفقاتها، قد يكون في نفسها بقية من الأمل ولم لا؟ ألم يكن الغرض من هذا الزواج سياسيا؟ إن الزواج المبني على غرض مخصوص يكون ذا أساس واه لا يبشر بدوام البقاء والخلود، كان الغرض من هذا الزواج أن يكون سهام تحقير مسددة إلى صدر المصحفي، فليس في الأمر ما يوجب القلق.

بمثل هذه الآمال كانت صبيحة تعلل النفس إلى أن تم الأمر وزفت أسماء إلى المنصور، حبيب الأميرة وأقرب الناس إلى نفسها، في العام السابع والستين بعد الثلاثمائة من الهجرة النبوية.

অজানা পৃষ্ঠা