বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
জনগুলি
3
بعد هذا وضع المنصور يده في يد غالب واخترقا حدود المملكة في سبيل شن الغارة على أعداء البلاد، حيث كان أمله الوحيد جعل إسبانيا جميعها في قبضة يده،
4
وسرعان ما تكللت أعمالهما بالنجاح، وأعقب غزوتهما هذه غزوات أخرى عقد للمنصور في جميعها رايات الظفر، حتى أصبح شخصه طلسم النصر لجيوش المسلمين لا يشن على الأعداء غارة إلا يعود منها غانما رابحا.
وإذ هما منهمكان في خوض غمار الحروب وإعلاء شأن الأندلس خارجا، كانت صبيحة تدبر شئون البلاد وتشيد ما يخلد ذكرها في التاريخ،
5
أما المصحفي فلم يبق له بعد ذلك أدنى نفوذ وأصبح يشعر متألما بأفول نجمه وإدبار طالعه، لقد انفض من حوله الناس ولم يبق من يعضده من الأمراء
6
والكبراء، وقد آذى الكثيرين منهم بغروره وكبريائه أيام أن كانت له الدنيا، ومع ذلك عز عليه أن يترك مركزه بسهولة وانقياد، فأراد أن يجرب حظه ويقامر بآخر جهوده، علم شأن غالب فأراد أن يتقرب إليه بأن يزوج ابنته أسماء من ابنه عثمان، وما كاد يخطر في باله هذا المشروع حتى كتب إليه في الحال يعرض عليه ذلك.
فكر غالب في الأمر مليا وقلبه على وجوه كثيرة، وفي النهاية اقتنع بنفع هذا الزواج فكتب إليه يخبره بالقبول، ففرح المصحفي بذلك وقد كاد يطير من شدة ما ناله من السرور وشاع خبر هذه الخطبة وذاع حتى وصل أسماع المنصور، فلم يشأ أن يصدق بادئ ذي بدء، إلا أنه عندما تحقق صحتها استشاط غضبا والتجأ إلى كل باب من الأبواب التي رآها مؤدية إلى منع هذا الزواج، وكان منه أن استدعى غالبا ووسوس إليه بالضرر العائد عليه من أمر الخطبة، وأن زواج ابنته من مثل عثمان لا يولد شرفا ولا يكسبه فخرا؛ لأن المصحفي لا ينتسب إلى بيت حسب ونسب، فاحتار غالب في أمره ولم يجد لنفسه مخرجا من ذلك المأزق، لم تكن حفلة الزفاف قد جرت بعد، إلا أن الخطوبة كانت قد تمت، فماذا يفعل الآن ولقد ندم ولا ندامة الكسعي؟ ولكن لات حين مندم! فما كاد المنصور يرى منه ذلك حتى أضرم في نفسه ما يذكي نيران ندمه بقوله: «إن ابنتك جديرة بمثلي، فهل تقبل أن تزوجها مني؟»
অজানা পৃষ্ঠা