বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের

আব্দুল আজিজ আমিন খানজি d. 1450 AH
175

বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের

شهيرات النساء في العالم الإسلامي

জনগুলি

كحاكم مطلق، فتم ذلك في شهر ذي الحجة سنة ثلاثمائة وثمان وخمسين هجرية، وبعد أن أقام بها مدة عبر إلى مراكش عن طريق جبل طارق.

فرح أعداؤه بهذا الإبعاد واختلقوا عليه أكاذيب شتى كادت أن تمحو ما له من شهرة وبعد صيت، إلا أن صبيحة كانت ترمقه بعين رعايتها وتظلله بجناح حمايتها وهو بعيد عنها، فقد كانت تذيع سرا أن الخليفة أرسله لمراكش لمراقبة دفاتر بيت المال وكشف أحوال القائد الأكبر غالب، كان المصحفي يحقد على غالب؛ ولذا اغتبط بمهمة أبي عامر لعلمه بأن هذا الأمر يضايقه ويحرج مركزه إلا أن غالبا كان قائدا جسورا مقتدرا، وما كاد يجتمع بأبي عامر حتى تفاهما وتآلفا وقد ذكره ابن أبي عامر بخير وأثنى عليه في حضرة الخليفة وبين ما له من المآثر في قمع الثورات وتسكين الاضطرابات في ربوع مراكش؛ مما سبب رجوعه مكرما محترما إلى قرطبة رغم اعتراض المصحفي وإصراره في ذلك.

ظهرت لأبي عامر في هذه المرحلة خدمات جليلة دلت على إخلاصه لأمته وحببته من نفوس مواطنيه الذين عرفوا له فضل هذه الخدمات والمساعي، وقد ظل يراسل الأميرة طول غيابه في مراكش ويخلد ذكراه في نفسها بالهدايا النفيسة

12

والذكريات المعنوية الجميلة؛ مما جعلها تظن في أنها تشغل مكانا ساميا من مخيلته، فلم تطق صبرا على بعاده، وكان أهل القصر يواصلون سعيهم ويكررون أمنيتهم في عودة محبوبهم الظريف.

وحدث إذ ذاك أن ولي عهد السلطنة توفي وخلفه هشام في ولاية العهد واحتاج الأمر إلى من يدير حركة ضياعه وتدبير شئون أمواله، فأشارت الأميرة باستدعاء أبي عامر لإلقاء إدارتها إلى عهدته، وفي سنة ثلاثمائة وتسع وخمسين هجرية عاد ابن أبي عامر إلى قرطبة بعد أن لهجت الألسنة بأفول شمسه وسقوط شأنه، ودخلها ظافرا شامخ الرأس، حيث عهد إليه بإدارة ضياع ولي العهد وبتولي إدارة الشرطة والدرك.

الفصل الخامس

في العام الخامس والستين بعد الثلاثمائة مرض الخليفة الحكم واشتدت عليه وطأة المرض حتى لزم فراشه، ولما أيقن من نفسه أنه في مرض الموت وأنه أصبح من المنية على قاب قوسين أو أدنى، اضطرب باله وازداد قلقه لأمر واحد: هو أمر ابنه هشام البالغ من العمر إذ ذاك أحد عشر عاما، وكانت العادة المتبعة إلى عهده في أمر الخلافة هو انتقالها بالإرث من الأرشد إلى الأرشد، غير أن الحكم كان لا يطيق أن يرى أخاه المغيرة متقلدا زمامها يوما ما، أضف إلى ذلك أن كاهنا تنبأ له بأن الخلافة قد يتزلزل ركنها في بني أمية وتتقوض دعائمها إن لم يتقلدها أولاد من صلبه، وهذه النبوءة جعلته يعتقد بأنه من أكبر الواجبات عليه نحو أمته إقناعها بقبول خلافة ابنه هشام من بعده.

وأخذت زوجته صبيحة تناصره في هذا الأمر وعضدته فيما ذهب إليه من وجوب حصر الملك في ذريته من بعده، فإن فكرة تنحية هشام عن منصب الخلافة هيجت عواطفها وأثارت ما في نفسها من كوامن الذكاء والفطنة، فقدحت زناد الفكر أملا في الوصول إلى حل مرض، وكانت كلما أمعنت في البحث هالها الأمر وأضناها لهيب الفكر، كانت تقول في نفسها: كيف تكون النتيجة إذا لم يرض الشعب بخلافة هشام؟ وكيف تكون العاقبة إذا ثارت ثائرة الأندلسيين ألا ينتهز أمراء الفرنجة هذه الفرصة لسوق جيوشهم على قرطبة؟ وكيف تكون حالتها هي إذا لم يصبح ابنها الخليفة؟ ألا تكون في هذه الحالة كمية مهملة مقضيا عليها بالانقراض والتلاشي؟

كانت قد يئست من شفاء زوجها وأيقنت بأن كل يوم يمضي يدنيه من حافة القبر؛ ولذا شعرت بوجوب الإسراع في التدبير وإعمال الرأي لإيجاد طريقة تحل هذه العقدة، وما زالت تفكر وتقلب الرأي على وجوهه حتى توصلت أخيرا إلى رأي صائب أوحت به إلى الخليفة فسارع إلى تنفيذه في الحال، وفي غرة جمادى الأولى من سنة ثلاثمائة وخمس وستين هجرية انعقد مجلس كبير

অজানা পৃষ্ঠা