বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
জনগুলি
أجل، لقد كانت تنفر من التقليد والمحاكاة نفورا شديدا، وهذا النفور حدا بها إلى إدخال تعديل كبير في عصابة الرأس التي ابتدعتها العباسة أخت زوجها الرشيد، فما كانت تضع شيئا من اللآلئ والجواهر في عصابتها كما كانت تضع نساء زمنها، وإنما تضع قطعة من النسيج الأسود الرقيق، بلا ترصيع ولا تطريز، تزيد من هيبتها وتكسبها كثيرا من الروعة والجلال.
تكاد زبيدة تكون المرأة الإسلامية الأولى في استعمال أواني الفضة والذهب والإكثار من اقتنائها، كما كانت نموذجا لغيرها في اقتناء الملابس الحريرية والتأنق في صناعتها، ويروي التاريخ أن ثوبا من ثيابها بلغت تكاليفه خمسين ألف دينار، وبالغت كذلك في تزيين نعالها وقباقيبها حتى كانت تجعلها من الفضة والأبنوس وخشب الصندل، وتصنع سروجها من القصب وسلوك الذهب، أما نسيج ثيابها فمن السمور والأطلس وضروب شتى من الأقمشة، وكان يعجبها من الألوان الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق.
4
تركت بعد زوجها قصر الخلد وانتقلت إلى قصرها الخاص المسمى بدار القرار على شاطئ الدجلة البديع، وكان مقطوع النظير في زمانه تحيط به حديقة غناء، تجلب الأنظار بزهورها وخمائلها وأشجارها المثمرة الزاهرة ، أما داخل القصر فكان لا يقل بهاء عن خارجه؛ إذ كان مفروشا بذوق خاص وبأثاث منتخب، وغرفه وردهاته مزدانة كل منها بزينة تغاير لما في الأخرى.
الزينة والأبهة في الرياش والأثاث من أحب الأشياء إلى زبيدة؛ فجلبت إلى قصرها أبدع ما أثمرته العقول وأجمل ما أنضجته الأيدي، فغدت غرفه آية الآيات ومعجزة المعجزات، ومن بين تلك الغرف، القاعة الكبرى التي كانت تتلاقى فيها مع ابنها المحبوب محمد الأمين، وقد كانت مبنية على الطراز الأرمني، ذات الرياش المجلوبة رأسا من بلاد الكرج؛ ففي أركانها الزرابي والحشايا والأرائك والوشائز، مبثوثة فوق بساط ثمين كبير الحجم من صنع العجم، منقوش عليه صور الطيور وأنواع الوحوش والصيادين من ملوك الفرس حولها على أهبة الصيد والقنص،
5
وفي أطراف البساط أبيات حكمية وأشعار رائقة تأخذ بمجامع القلب، وقد كانت قبة القاعة من خشب الصندل وتتدلى منها قطع القماش من الحرير والنجود المنمقة ذات الصور والأشكال، مشدودة على الجدران بحيث تغطيها، وفي كل زاوية من زوايا القاعة شمعدانات من الذهب الخاص توقد فيها شموع العنبر، وقد كانت هذه الشموع المعنبرة من أنواع الزينة التي اختصت بها زبيدة في ذلك العهد الزاهر، وكان ينصب لها وسط القاعة مقعد نفيس الصنع من الأبنوس المطعم بزخارف الذهب وفوقه الحشايا الرقيقة من ريش النعام المطرزة بسلوك الذهب.
6
ومنذ أيام هذه الأميرة العظيمة المغرمة بأنواع الزينة الكلفة بضروب البهرجة،
7
অজানা পৃষ্ঠা