বিশ্ব ইসলামে নারী খ্যাতিমানদের
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
জনগুলি
حادثة أخرى: زارها أحد التجار يوما ما فوجد دارها خربا يحتاج إلى إصلاح وتعمير، فأخبرها أنه يعطيها دارا من دوره مؤقتا فقبلت رابعة ذلك وانتقلت إلى الدار الجديدة، كانت دار الرجل يحف بها أسباب النعيم والرفاهة وتزدهي جدرانها بأنواع الزينات والزخرف، ولما كان نظر رابعة لم يتعود أن يقع على أمثال هذا الزخرف فقد أطالت النظر في الغرف الزاهية بصنوف الزينة وضروب الأشكال المبهجة ولم تتمالك أن تمتنع من هذا الأمر وهي حيرى والهة، وبعد أن أمعنت النظر فيما حولها وتأملت طويلا ما يحيط بها رجعت إلى نفسها فخرجت من الدار توا وهي تقول: «سوف لا أعود ثانية إلى هذه الدار، ولو مكثت بها ائتلفت نفسي بهذه الأشياء الجميلة فيستهويني لطفها فيحول دون ما أنا صائرة إليه من الأخذ بأسباب الآخرة.»
رحمة العبادة.
كانت تصلى الليل كله، فإذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسفر الفجر فتنهض فزعة وتقول: «يا نفس كم تنامين؟ وإلى كم تنامين؟ يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور.»
6
وكان هذا دأبها حتى ماتت، كانت - رحمها الله - عابدة قانتة زاهدة فانية في الله ترى كل شيء ما خلا الله باطلا، ولها كرامات تسمع هتاف الهتاف إليها فتركت كل ما في الدنيا من متاع وغرور لتصل إلى طريق الذات العلية؛ وبذلك عدت من أعيان النساء الصالحات في العالم الإسلامي.
قالت في مناجاة لها: «إلهي، أتحرق بالنار قلبا يحبك؟» فسمعت هاتفا يقول: «ما كنا لنفعل ذلك.»
كانت لها شخصية ممتازة ولم تصل فاضلة ممن عاصرتها إلى مثل ما وصلت إليه أم الخير، فقد جمعت مزايا كثيرة أكسبتها لقبا جديرا بالاحترام خلد لها اسما عاطرا في صفحات التاريخ؛ إذ كانت تدعى «تاج الرجال»، سئلت ذات يوم: هل يتوب المولى - عز وجل - حقيقة عن عباده النادمين؟ فأجابت: لو أن الله لم يعط الندامة لعباده فكيف يتوبون؟ فما دام أشعرهم بالندامة وألقى إليهم حسن التوبة، فمن البديهي أن يشملهم بواسع عفوه وأن يقبل توبة التائب منهم.
وسئلت يوما: هل تحبين الله كثيرا فقالت: بلا ريب، فقيل لها: ألا تعدين الشيطان عدوا لك؟ فأجابت: إن محبة الله قد ملأت أرجاء قلبي، فليس فيه متسع إلى القلق والاضطراب من عداوة الشيطان.
7
كان يزورها كثيرون من الناس لشهرتها وشيوع صيتها، ويتبرك بمجالسها رجال من أفاضل أهل العلم، ويجدون في محاضراتها أنسا عميقا.
অজানা পৃষ্ঠা