وهزه مرة أخرى بحنق قائلا: يجب أن أهرب، ويجب أن تعود. - ابق إذا شئت لترى بعينيك انتصاري.
فهز رأسه في أسف، وقال: يا لك من أحمق! بددت مجدك في البحث عن شيء غير موجود. - متى تصدق أنت أنك غير موجود؟
نهض الرجل قائما وهو يقول: أشهد أنني يئست منك، رغم أن اليأس ليس في قاموسي. - ها قد يئس الشيطان!
ابتعد الشبح في الظلام، وهو يقول بحزن: الوداع يا أخا الجهاد القديم.
عاد السكون إلى الليل، ولكن ذلك لم يطل، سرعان ما عاد الرجل مهرولا وهو يقول: جاءوا، كيف اهتدوا إلي بهذه السرعة؟
وجرى في الحديقة نحو السور الغربي، وسرعان ما رجع وهو يقول في هياج: إني محاصر.
وجرى نحو المبنى الصغير، ورنوت إلى النجوم في سلام نسبي. ولكن صوتا مزعجا ترامى صياحه وهو يقول: سلم نفسك، عثمان خليل ... سلم نفسك، أنت محاصر من جميع الجهات.
لم أسمع جوابا، واتجهت عيناي نحو مصدر الصوت الغارق في بهيم الليل، وغمغمت: الشيطان يتمادى في عبثه، ولكني لست محاصرا، بل أنا حر.
وترامت الأصوات من جميع النواحي المحدقة بالسور، واقتربت رويدا، وصاح صوت أشد إزعاجا من الأول: المقاومة لا جدوى لها، ولا معنى لها.
ولم يرد المختبئ، وغمغمت: كل شيء له معنى.
অজানা পৃষ্ঠা