فقال مصطفى في جزع: أهذا هو آخر عهدنا بك؟ - هو آخر عهدي بكل شيء. - سوف أبكي بجماع روحي وجسدي. - وأنا كابدت ما هو أشق من البكاء.
فتساءل مصطفى بحرارة: لأية غاية؟
فقال بمرارة: لأنطح الصخر.
فقال عثمان: لا أفهم.
ولكن مصطفى واصل حديثه قائلا: ليكن ما تشاء، ولكن فلتبق بيننا. - يجب أن أذهب.
فقال عثمان، وهو لا يحول عنه عينيه: ألا ترى أن تستشير الطبيب؟
فأجاب بحدة: لست في حاجة إلى إنسان. - ولكنك بنيان قائم، ولا يجوز أن يتهدم للاشيء. - لست شيئا في الواقع. - ألا يستطيع الإنسان أن يفكر وهو بين الناس؟ - لن أفكر ألبتة. - ماذا ستفعل إذن؟
فقال بضيق: لا سبيل للتفاهم فيما بيننا. - لكنني على ثقة من أنك تدفع بنفسك إلى الهلاك. - أنت الذي تدفع بنفسك إلى الهلاك. - إذا كان لا بد من الهلاك فمن الأفضل أن ننضم إلى ...
فقال ملوحا في قرف: لن أنظر إلى الوراء. - إنك تجري في الحقيقة وراء لا شيء.
نشوة الفجر شيء أم لا شيء؟ وهل تكمن حقيقة كل شيء في اللاشيء؟ ومتى ينتهي العذاب؟
অজানা পৃষ্ঠা