ولكن عمر قال برقة: على أي حال سيارتي تحت أمرك لتوصلك إلى أي مكان.
واستقلت معه السيارة ليوصلها، وهو من البهجة في نهاية: إلى أين؟ - بنسيون أثينا. - ولكن هل رأيت الهرم بعد منتصف الليل؟ - لكنها ليلة مظلمة لا قمر فيها.
فوجه السيارة نحو الهرم وهو يقول: المدينة حرمتنا من جمال الظلام. - لكن ...
فقال مطمئنا: أنا محام، لا رياضي، ولا قاطع طريق.
والقلب لم يخرج من كهفه منذ مغاني الحدائق، وقهوة العائلات. ووجه زينب القديم لا يكاد يتذكره، وحتى صورة الزفاف لم يلق عليها نظرة حقيقية منذ عشرة أعوام. وأنت يا مارجريت كل شيء ولا شيء. إني أطرق بكل رجاء باب المدينة المسحورة، وها هو شعور الهارب يتملكني. - في هذا الخلاء حول الهرم، وقعت حوادث تاريخية.
فأبعدت ذراعه عن عنقها قائلة: لا تفكر من فضلك في زيادة الحوادث.
وضغط على راحتها ممتنا رغم كل شيء، فقالت: الأفضل ألا تقف، ألا ترى أن الهواء شديد؟ - لكننا في حجرة محكمة.
ما أكثف الظلمة حولنا! تكاثفي حتى ينسانا العالم، وليختف كل شيء عن العين الضجرة. آن للقلب وحده أن يرى، أن يرى النشوة كنجم متوهج. وها هي تدب في الأعماق كضياء الفجر؛ فلعل نفسك أعرضت عن كل شيء ظمأ للحب، حبا في الحب، توقا لنشوة الخلق الأولى اللائذة بسر أسرار الحياة، التي خرجت من صراع مليون مليون سنة بنبتة باهرة مذهلة. - فلنبق حتى الصباح. - لا تحلم، وصلني من فضلك. - ألم تسمعي عن مغامرات الليل في الهرم؟ - حدثني عنها غدا.
ومال نحوها، فتبادلا قبلة، وهم بالإعراب عن رغبة أشد، ولكنها قالت برجاء: قلت غدا.
ولثم خدها بخفة إعلانا عن تراجعه، وتحركت السيارة فوق الرمال. - لا تزعل من فضلك. - علي أن أذعن للقوانين الأبدية. - الأبدية؟ - أعني قوانين الأنوثة. - الحق أني متعبة. - وأنا كذلك، ولكني سأعد مكانا مناسبا. - انتظر حتى نلتقي. - من الخير أن أبني العش. - انتظر قليلا. - شيء يحدثني بأننا لن نفترق.
অজানা পৃষ্ঠা