وكلما ازدادت شهوتي زاد لهيبي. - يا لها من أغنية متفجرة! ... من المغنية؟ - مارجريت ... نجمة «باريس الجديدة».
ونسمت نسمة خريفية في الحديقة الهلالية التصميم التي تنبسط وسطها حلبة الرقص، وترامت الأنغام من فوق مسرح أحمر الجدران، والسقف يشع النور المكتوم من باطن جوانبه الملتهبة. - إنجليزية التكوين؟ - هذا ما يدعيه صاحب الملهى، ولكن حذار؛ فمفهوم إنجليزية في الملاهي الليلية يمكن أن تدخله أجناس شتى.
ثمة خطوط رشيقة في صفحة الوجه، ونظرة في العينين الملونتين، وخفة في الحركة، لعل من تضامنها جميعا تنبثق النشوة المستعصية المنشودة. - يا بختك؛ فأنت خبير بهذه الجنات المحرمة. - هي ضمن عملي بصفتي المشرف على القسم الفني بالمجلة. - برافو، قلت إن اسمها مارجريت؟
فأجاب وهو يضحك: أو عشرون جنيها في الليلة بخلاف مصاريف الفتح.
وحملت إليه نسمة الخريف اللطيفة تحية من عالم مجهول لا يسكنه عقل واحد، وتقوم أركانه الأربعة وراء الظلام المحدق بأشجار السرو. - توقع من جانبي أي عجيبة. - ولكن لا تشرب أكثر من كأس. - المهم أن أدعوها إلى المائدة.
ومضى مصطفى يبحث عن النادل، وسطعت الجو نفحة زنبقة. وفي فترات الصمت بين الغناء تجلت وشوشه الأغصان، وتوثب لطرق باب الهوس، ورأى أنماطا غريبة من البشر، فقال لنفسه كالمعتذر: هذا ما فعل بنا المرض.
وجاءت مارجريت تخطر في ثوب سهرة مختلط الألوان لدرجة الغموض، وحيت باسمة عن أسنان نضيدة بارزة، وعلى بعد متر وقف النادل شبه منحن كظلها، فأمر عمر قائلا: شامبانيا.
شربتها أول مرة ليلة زفافك. من أرخص الأنواع، كانت هدية مشتركة من مصطفى وعثمان معا، ما عسى أن يفعل المسجونون لو تفشى بينهم مرضك الغريب؟
ورحب مصطفى بالمرأة ترحيب رجل لا يجهلها ولا تجهله، وقال لها: مس مارجريت، أعجب كلانا بصوتك، وصديقي معجب بشخصك، والظاهر أنه كلما رآك ازداد ...
وغمز بعينه ضاحكا، ثم قال: صديقي محام كبير، أرجو ألا تحتاجي إليه بصفته المهنية.
অজানা পৃষ্ঠা