قال الرافعي: إن الأحاديث والآثار التي أودعها كتبه الإمام الشافعي - رضي الله عنه - هي التي عليها اعتماده ، وبها اعتداده في ترتيب المذهب وتمهيده وتوطئته وتوطيده، وأنه أوردها إيراد محتج بها، ولم يتفق له إفراد ما أسنده ورواه بالجمع؛ لاشتغاله باستنباط الأحكام وتهذيب مسائل الحلال والحرام، ومجموع ما أسنده متفرقا في الكتب هو المتداول بين الحديث والفقه المعروف والمشهور بأنه ((مسند الشافعي))، وإن الأئمة أدرجوه في أصول كتب الحديث، وكثر حاجة الفقهاء والمحدثين إلى مراجعته. (¬4) ثانيا: الأسباب الدافعة لتحقيقه:
فأثناء دراستي للسنة المنهجية للماجستير للعام الدراسي الحالي 1424/ 1425ه بقسم الكتاب والسنة / تخصص الحديث الشريف وعلومه، وبعد أن اجتزت الفصل الدراسي الأول بتقدير ممتاز ولله الحمد، وأثناء البحث والتفتيش وسؤال أهل العلم عثرت على مخطوط لكتاب نفيس في شرح الحديث، فاستعنت بالله على تقديمه إلى القسم لتسجيله كرسالة لنيل شهادة الماجستير، وهو بعنوان: كتاب ((الشافي العي على مسند الشافعي))، تأليف: الحافظ جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (849 - 911 ه) دراسة وتحقيق.
وإن مما دفعني إلى اختيار البحث في دراسة وتحقيق هذا الكتاب المخطوط أسبابا عديدة منها:
1 - أن مؤلف الكتاب من العلماء الحفاظ المشهورين عند أهل العلم.
2 - تميز الكتاب بأن المؤلف لخصه من شرحي الرافعي وابن الأثير مع ما ضمه إلى ذلك من مزيد كثير.
3 - أهمية الكتاب وقيمته العلمية؛ وذلك لأنه أحد الكتب الذي تناول بالعناية والاهتمام كتابا معروفا عند أهل العلم؛ وهو مسند الإمام الشافعي، الذي لا يخفى قدره عندهم.
পৃষ্ঠা ১২