285

بقية الأولياء واستاذ القراء وزين العرفاء وشرف الفقراء، كان في علم القراءة آية بينة قد اقرأ ودرس وصنف الكتب في علم القرآن «2» منها الكتاب الكامل الفريد الذى لم يصنف فى المتأخرين كتاب اجمع منه، واول ما جاء شيراز كان فى لباس لا يعرفه اهل الظاهر وكان يحضر مجالس المشايخ والعلماء متنكرا لا يتكلم بشئ البتة (ورق 156) كأنه عامى جاهل حتى حضر مجلس الشيخ نجيب الدين على «3» فجاء رجل الى الشيخ وسأل عن مشكل فى القرآن فقال هذا السؤال لا يجيب عنه الا ذاك الرجل الجالس فى آخر الحلقة فعلم الشيخ محب الدين انه عرفه بالفراسة فجاء وقبل يده وظهر امره فى شيراز وعرفوا فضله وزاره الأكابر والعلماء وتلمذه «4» خلائق لا يحصون وكان من الحقائق بمكان رفيع سمعت مولانا السعيد قوام الدين عبد الله «5» يقول لما تزوجت بابنته جرى يوما على لسانى من كلام الفلاسفة شى ء مخالف لاعتقاد الحق «1» وعلمت ان من يعتقد ذلك يكون كافرا فندمت عن «2» ذاك فقلت لوالدى قم بنا الى الشيخ نسأله عن هذا الأمر وكان قبل دخولى بها فلما سلمنا وجلسنا اقبل الى قبل ان اكلمه فقال يا عبد الله تجدد النكاح فقلت والله ما جئت الا لذلك فجددت النكاح وكان لمولانا السعيد منها اولاد، توفى فى ربيع الآخر سنة احدى عشرة وسبعمائة «3» ودفن في رباط الصاحب المرحوم فخر الدين المشتهر بفخر آور «4» وكان صاحبا كريما معتقدا للصلحاء (ورق 156 ب) مربيا للعلماء له خيرات كثيرة ومبرات اثيرة رحمة الله عليهم.

পৃষ্ঠা ৩৮৬