فقال المعتمد: إنها دسيسة من الطاغية، وأرسل عيونه إلى معسكر ألفونسو، فرأوا إسراعا في الاستعداد والأهبة، وسمعوا همس الإسبان بأن الهجوم سيتجه أولا إلى جيش ابن عباد.
وفي هذه الليلة، قام الوعاظ في الفريقين من المسلمين والقساوسة، يعظون الجنود ويحثونهم على الجهاد والصبر، والاستماتة في نصرة الحق، وكان ابن عباد يمر بين جيوشه ويقول:
لابد من فرج قريب
يأتيك بالعجب العجيب
غزو عليك مبارك
سيعود بالفتح القريب
لابد من يوم يكو
ن له أخا يوم القليب
وفي صبيحة الجمعة، العاشر من رجب سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، لم يشعر جيش ابن عباد إلا وجموع ألفونسو المائجة تطبق عليه، فجالد المسلمون وصبروا عند الصدمة الأولى، ولكن قوة الإسبانيين وكثرة عددهم، كانت فوق طاقة الأندلسيين، ففر كثير من جند ابن عباد، ولكنه كان يقدم إقدام المستبسل المستميت، حتى لقد جرح صدره ويداه، وشدخ رأسه، وعقر تحته ثلاثة أفراس وهو لا يفتأ كارا واثبا حتى انكشفت بعض أصحابه وفيهم ابنه عبد الله. ثم تحركت فيه عاطفة الأبوة في هذا المأزق الذي يخب الموت فيه ويضع، فذكر ابنا له صغيرا، وتركه عليلا بإشبيلية، وكان به مغرما، فقال:
أيا هاشم هشمتني الشفار
অজানা পৃষ্ঠা