শায়ির গাজাল ওমর ইবনে আবি রাবিআ

আব্বাস মাহমুদ আল-আক্কাদ d. 1383 AH
14

শায়ির গাজাল ওমর ইবনে আবি রাবিআ

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

জনগুলি

كانت العلاقة بين الرجل والمرأة في قبائل العرب البادية على سنة الفطرة بين الجماعات البشرية الأولى، ولكن الفطرة لا تكون على حالة واحدة؛ إذ تغلب عليها القوة كما يغلب عليها الضعف، وتوصف بالعرام والشدة كما توصف بالسهولة واللين، وتظل على البساطة كما يعرض لها بعض التركيب ويعتريها شيء من التعقيد.

ففي البداوة الأولى كانت مناعة الحوزة هي الفضيلة العليا التي لا تعلو عليها فضيلة أخرى؛ لأنها غاية ما يتمناه البدوي في كفاح العيش ليضمن بقاءه بين منافسيه والمغيرين عليه.

فالقبيلة الشريفة هي القبيلة التي تمنع ماءها ومرعاها، وتذود عن جيرتها وحماها، والسيد الشريف هو الرجل الذي لا يستخف بجواره، ولا يعتدى على ذماره، والمرأة الشريفة هي التي يصعب منالها ولا يسلس قيادها فالعفة هنا فضيلة «حربية» تابعة للفضائل العامة التي تغلب على أحوال القبيلة برمتها: معقل منيع، وسيد منيع، وبئر منيعة، وامرأة منيعة، وقس على ذلك كل ما تطلب فيه الحصانة والاستعصاء. •••

وإذا نظرنا إلى المرأة من حيث هي عرض الرجل الذي يحميه ويغار عليه فلا جرم يصبح اللغط باسم المرأة إهانة لها وإهانة للرجل الذي يحميها في وقت واحد، ويبلغ من ذلك أن يحرم على الفتاة الزواج بالفتى الذي اشتهر بحبها ونظم الشعر فيها، هذا هو عرف الفطرة الذي توحيه البداوة والبداهة.

ثم يجيء سلطان الدين فيضيف إلى حصانة البداوة مناعة إلى مناعة، ويزيد حق أولياء النساء في حماية أسمائهن والمطالبة بعقاب من يغازلهن ويلغط بذكرهن؛ لأن اللغط بهن ازدراء بأقدار أوليائهن وحرام في الدين. •••

لكن الأدب البدوي يدركه أحيانا عرض من أعراض التغير أو الانحلال لجدب شديد يحطم قيوده ويهدم حدوده، أو لترف تنغمس فيه القبيلة، فتلين بعد جفاء وتتراخى بعد صلابة، أو لقلة الحاجة إلى القتال ونخوة العداء التي تجعل المناعة فضيلة الفضائل ومعقد الأخلاق والآداب، أو لما يحدثه النعيم من حب الدعابة والسخر بالجلافة وإن اشتملت على سطوة وانطوت على إباء.

فترى إذن من سهولة الغزل بين الرجل والمرأة ما تستغرب أن تراه في حاضرة من حواضر العصر الحديث؛ لأن المتغزل البدوي قد يستخف بحواجز البداوة وحواجز الحضارة على السواء، أما الحضري من أبناء العصر الحديث فقد يعرف له حدودا تثنيه ولا يحسن به أن يتخطاها في بعض الأحاديث والمساجلات، وإن استطاع.

حدث أبو الفرج الأصفهاني في ترجمة يزيد بن الطثرية فقال ما ننقله بتصرف يسير: ... كان كثيرا ما يتحدث إلى النساء.

قالت سعاد بنت يزيد: كان من أحسن من مضى وجها وأطيبه حديثا، وإن النساء كانت مفتونة به.

وأمحل الناس حتى ذهبت الدقيقة من المال وتهتكت الجليلة، فأقبل صرم

অজানা পৃষ্ঠা