88

শায়ির আন্দালুসি

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

জনগুলি

خير قدوة يستطيع الإنسان الكبير أو الصغير أن يقدمها للدنيا التي يعيش فيها - كما يلوح لي - هي التفوق الذي يأتي من طريق المحبة العالمية الواعية، فإذا تقدم بهذه القدوة لم يكن اتباعه فيها مقصورا على شركائه في العاطفة والشعور، بل يتبعه كذلك من هم دونه في عالم الأحياء.

وقد سألني منذ فترة قصيرة طائفة من الطلاب الشبان في برجواي: ما هو واجب الشبان في العصر الحاضر؟ هل يجب عليهم أن يصبحوا مناضلين مجاهدين أو أن يقفوا موقف المراقبين المتفرجين؟

فأجبتهم قائلا: إن الدنيا تدور في فلكها إلى القبلة الوحيدة التي يؤدي إليها دورانها، وهي قبلة التقدم والمثالية، وكل ما عدا ذلك فهو جولة تائهة أشبه شيء بالتمرينات الرياضية، ولكن كل دورة عضلية تضيف قوة مثالية إلى القوة المادية الزائدة.

وأهم الطوائف اليوم - بحكم كثرتها - هي جمهرة الشعب، كما يرى كل من فتح عينيه على الواقع، وهي الجمهرة التي لم تدخلها الطائفتان الأخريان في حسابها من قبل، وهما طائفة الأرستقراطية وطائفة البرجوازية.

وقليلا ما تستطيع السياسة أن تدفع حركة التطور، أو حركة الثورة في بلادها، أو في البلاد الأخرى. ولكن جمهرة الناس هي التي تخلق ذاتها، وإنما الجمهرة في عملها شبيهة بالكوكب الأرضي في عمله، تارة هي زلزال واضطراب وبروق ورعود، وتارة هي تطور وانتقال من حال إلى حال، وإن شبان برجواي، بل شبان أمريكا الإسبانية جميعا، بل شبان العالم بأسره لمنساقون بمشيئتهم، أو بغير مشيئتهم، إلى القيام بحركة التطور، كما يحتمل أن ينساقوا أحيانا إلى حركة الاضطراب والزلزال. والمهم في جميع الأحوال أن يشعروا بما هم فيه، وأن يساعدوا جهدهم على الاتجاه إلى قبلة التطور، إلا في حالة الاختناق والكظم، فلا حرج من الاتجاه إلى الوجهة الأخرى، وماذا عسى أن يبقى من علاج غير هذا العلاج؟!

على أننا حريون أن نذكر أن الارتقاء الإنساني قد يحدث - فرديا - في بعض الأحايين دون أن يحتاج الأمر إلى شيء محسوس مجسم، كأنه ظاهرة كهربية في الكيان الاقتصادي. وعلينا ألا ننسى كلمة الهنود الحمر: إنك إذا رفعت قبضتك فقد ودعت عقلك.

ونحن منذ منتصف القرن ننتقل إلى فترة من (الدينامية) أو الدفعة العاجلة، يكاد تكرار الكلام فيها أن يكون من قبيل تكرار القوالب المحفوظة والجمل المعادة. فليست هي مسألة أفكار بل وقائع وأفعال، ولا ينقضي يوم دون أن نهرول فيه من هنا وثم كيفما كان الاتجاه؛ إذ تصوغ الفترة الجديدة ذاتها بلهيبها الصاعد وبطولتها الصاعدة، وإن بطولة الرشد في ثباتها وحريتها وتضامنها - على مثال غاندي - قد تصنع الكثير، وقد تكون في ترقبها أفضل ثورة وأقربها إلى الصحة والإقناع، ولا يسعني - وقد ذكرت غاندي - أن أغفل الذكريات التي تعلق بذهني من تحية مجلة الجنوب

Sun

في مدينة بوينس أيرس لهذا الرجل، الذي ينتمي إلى قوم آخرين في ظروف أخرى، فإن القلب ليحزن حين يقابل بين هذه التحية وبين التعقيب الذي شفع به بعض الأوروبيين على غير وعي منهم نعي غاندي ملخصين إياه بقولهم: إنه ختام الصراع بين وجبة اللحم - الروستبيف - وبين الطبخة الهندية!

فهو عندهم صراع طبقات آخر هذا الصراع بين الروستبيف وبين الطبخة الهندية!

অজানা পৃষ্ঠা