Seven Issues in the Science of Dispute
سبع مسائل في علم الخلاف
প্রকাশক
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
সংস্করণের সংখ্যা
السنة السادسة-العدد الثاني-رجب ١٣٩٣هـ
প্রকাশনার বছর
أغسطس ١٩٧٣م
জনগুলি
وَلَيْسَ كل متعلم يقدر على الاستنباط حَتَّى يملك أدواته وَيحصل ملكته قَالَ ابْن الْقيم ﵀:
"الاستنباط اسْتِخْرَاج الْأَمر الَّذِي من شَأْنه أَن يخفى على غير مستنبطه وَمِنْه استنباط المَاء من الْبِئْر وَالْعين وَمن هَذَا قَول عَليّ بن أبي طَالب وَقد سُئِلَ: "هَل خصكم رَسُول الله ﷺ بِشَيْء دون النَّاس؟ ". قَالَ: "لَا، وَالَّذِي فلق الْحبَّة وبرأ النَّسمَة إِلَّا فهما يؤتيه الله عبدا فِي كِتَابه". وَمَعْلُوم أَن هَذَا الْفَهم قدر زَائِد على معرفَة مَوْضُوع اللَّفْظ وعمومه أَو خصوصه فَإِن هَذَا قدر مُشْتَرك بَين سَائِر من يعرف كَلَام الْعَرَب"١.
قلت: أما المتعلم على سَبِيل النجَاة الَّذِي لم يبلغ دَرَجَة الاستنباط فَيتبع الْعلمَاء ويتأمل أَقْوَالهم وفتاويهم، ويشتغل بالترجيح بَين أدلتهم إِن كَانَ من أهل التَّرْجِيح وَإِلَّا اتبعهم فِيمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ وَلَا ينْتَظر حَتَّى يبلغ دَرَجَة مَا، إِذْ لَا مفر من أَن يلْتَزم المتعلم أحد الْمذَاهب الْمَشْهُورَة المعتد بهَا الَّتِي اعْترفت بهَا الْأمة تكون كمنطلق لَهُ فِي دراسته للشَّرْع الحنيف، فيعتني بِمَعْرِفَة أصُول هَذَا الْمَذْهَب وفروعه، ويعتني بالأدلة ويحترس من التَّقْلِيد لِأَنَّهُ شَأْن الْعَوام، ويحذر من التعصب فَإِنَّهُ من طبائع أهل الْبدع والأهواء.
وَلَا يَنْبَغِي للمتعلم أَن يبْقى طليقًا يتتبع الرُّخص والشواذ ويخبط فِي الْأَحْكَام على غير بَصِيرَة وَعلم، فَإِن ذَلِك خطر جسيم عَلَيْهِ وعَلى النَّاس إِن كَانَ يُفتي لَهُم..
وَلكُل متعلم أَن يُقَلّد فِي الْمسَائِل الَّتِي قصرت همته عَن بحثها أَو خفيت عَلَيْهِ يُقَلّد من قبله من عُلَمَاء السّلف المرضيين أَو الإِمَام الَّذِي الْتزم مذْهبه وَذَلِكَ حَتَّى يَتَّضِح لَهُ الدَّلِيل، وَلَا مفر من ذَلِك لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يكف عَن الْعَمَل فِي كل مَسْأَلَة حَتَّى يَتَّضِح أَو يتَرَجَّح فِي ذهنه الْقَاصِر فِيهَا علم.. وَمَا رَأَيْت أحدا من أهل الْعلم إِلَّا وَهُوَ مقلد فِي بعض الْمسَائِل شعر بذلك أم لم يشْعر لِأَنَّهُ لَيْسَ بمقدور
_________
١ إِعْلَام الموقعين ١ - ٢٢٨.
1 / 82