سلسلة القصص - المنجد
سلسلة القصص - المنجد
জনগুলি
هرقل يري هشام بن العاص وصاحبه صور الأنبياء
قال هشام بن العاص: [فأرسل إلينا هرقل ليلًا فدخلنا عليه فاستعاد قولنا فأعدناه، ثم دعا بشيء كهيئة الرضعة العظيمة مذهَّبَة، فيها بيوت صغار عليها أبواب، ففتح بيتًا فاستخرج حريرة سوداء فنشرناها، فإذا فيها صورة حمراء، وفيها رجلٌ ضخم العينين، عظيم الإليتين، لم أر مثل طول عنقه، وإذا ليست له لحية، وإذا له ظفيرتان أحسن ما خلق الله.
فقال: أتعرفون هذا؟ قلنا: لا.
قال: هذا آدم ﵇، وإذا هو أكثر الناس شعرًا -أي: الروم رسموا الأنبياء بناءً على معلومات عندهم-.
ثم فتح بابًا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها صورة بيضاء، وإذا له شعر كشعر القَطط، أحمر العينين، ضخم الهامة، حسن الهيئة.
فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا.
قال: هذا نوح ﵇.
ثم فتح بابًا آخر فاستخرج حريرة سوداء، وإذا فيها رجل شديد البياض، حسن العينين، صلت الجبين، طويل الخد، أبيض اللحية كأنه يبتسم، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا.
قال: هذا إبراهيم ﵇.
ثم فتح بابًا آخر، فإذا فيه صورة بيضاء، وإذا -والله- رسول الله ﷺ -الرسمة- فقال: أتعرفون هذا؟ قلنا: نعم.
هذا محمد رسول الله ﷺ.
قال: وبَكيْنا، قال: والله أعلم أنه قام قائمًا ثم جلس، وقال: والله إنه لهو.
قلنا: نعم.
إنه لهو كأنك تنظر إليه.
فأمسك ساعةً ينظر إليها، ثم قال: أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجَّلته لكم؛ لأنظر ما عندكم -الصورة هذه كانت في آخر شيء، يعني: هو آخر نبي-.
ثم فتح بابًا واستخرج صورًا، وأخبرهم عنها.
ثم قال -في نهاية القصة-: أما والله إن نفسي طابت للخروج من مُلكي، وأني كنت عبدًا لأشركم حتى أموت، ثم أجازنا فأحسن جائزتنا وسَرَّحنا.
فلما أتينا أبا بكر الصديق ﵁ فحدَّثناه بما أرانا، وبما قال لنا، وما أجازنا، قال: فبكى أبو بكر وقال: مسكين، لو أراد الله به خيرًا لفعل، ثم قال: أخبرنا رسول الله ﷺ أنهم -يعني: النصارى- واليهود يجيدون نعت محمد ﷺ عندهم].
الحديث أخرجه البيهقي عن الحاكم ﵀ في كتاب: دلائل النبوة.
وقال ابن كثير: إسناده لا بأس به.
على أية حال: على فرض صحة هذه القصة فإنها تبيِّن لنا أيضًا شيئًا آخر، لكن الرواية الأساسية هي رواية الإمام البخاري ﵀ التي تبين أن هرقل فعلًا قارب أن يُسلم، بل هو أوشك على الإسلام، بل هو دعا قومه إلى الإسلام، لكن لما رآهم نفروا وخشي أن يزول ملكه تراجع، وقال بدهائه للروم: كنت أختبر ثباتكم على دينكم.
1 / 10