38

Series of Ambitions - The Prelude

سلسلة علو الهمة - المقدم

জনগুলি

حال المؤمنين مع الدنيا عن أنس بن مالك ﵁ قال: (دخلت على رسول الله ﷺ وهو مضطجع على سرير مرمل -أي: منسوج من السعف- وتحت رأسه وسادة من أدم -من جلد- حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر، فانحرف رسول الله ﷺ انحرافة -أي: تحرك- فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوبًا، وقد أثر الشريط بجنب رسول الله ﷺ، فبكى عمر، فقال له النبي ﷺ: ما يبكيك يا عمر! قال: والله إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على الله ﷿ من كسرى وقيصر، وهما يعبثان في الدنيا فيما يعبثان فيه وأنت يا رسول الله بالمكان الذي أرى). يعني: أقبلت عليهما الدنيا حتى صارا يلعبان بأموالها ومتاعها لعبًا، وأنت رسول الله وأكرم الخلق على الله لا تجد فراشًا يقي جسمك من أثر الحصير، فقال له النبي ﷺ: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ قال: بلى، قال: فإنه كذلك) والحديث متفق عليه. وعن أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في جهنم صبغة، ثم يقال له: يا ابن آدم! هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟)، يعني: الصبغة الواحدة تنسيه كل ما كان فيه من نعيم، مع أنه كان أنعم رجل من أهل الدنيا، (فيقول: لا والله يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط)، رواه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما.

3 / 13