اختيارات القاضي أبي يعلى الحنبلي الفقهية من أول كتاب الطهارة إلى آخر باب التيمم
اختيارات القاضي أبي يعلى الحنبلي الفقهية من أول كتاب الطهارة إلى آخر باب التيمم
জনগুলি
الدليل الثاني: عن مالك بن صعصعة (^١) ﵁ أن النبي ﷺ قال في سدرة المنتهى: (فإذا نبقها مثل قلال هجر) (^٢).
وجه الدلالة:
أن التعبير بقلال هجر والتشبيه بها يدل على أنها معلومة عندهم.
ونوقش:
أن ذكرها في حديث المعراج لبيان الواقع، وإنما مثل النبي ﷺ بقلال هجر، لأنه هو الواقع في نفس الأمر لا لكونها أعرف القلال عندهم (^٣).
الدليل الثالث: قال ابن جريج: وقد رأيت قلال هجر فالقلة تسع قربتين أو قربتين وشيئًا (^٤).
وجه الدلالة:
أن قلال هجر مشهورة الصنعة معلومة المقدار، لا تختلف كما لا تختلف المكاييل والصيعان (^٥).
ونوقش بأمرين:
الأول: أن تقدير القلتين بقلال هجر، لم يصح عن رسول الله ﷺ فيه شيء أصلا، فقوله: (بقلال هجر) ليس من كلام النبي ﷺ، ولا إضافة الراوي إليه (^٦).
ثانيًا: أن الواقع بخلافه فإن القلال فيها الكبار والصغار في العرف العام أو الغالب، ولا تعمل بقالب واحد (^٧).
(^١) مالك بن صعصعة الأنصاري الخزرجي ثم المازني من بني مازن بن النجار سكن البصرة وتوفي بالمدينة. انظر: مشاهير علماء الأمصار ص (٥١)، الإصابة (٥/ ٧٢٨). (^٢) أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب المعراج، ح/٣٨٨٧، (٥/ ٥٢). (^٣) انظر: حاشية ابن القيم على سنن أبي داود مطبوع مع عون المعبود (١/ ٧٩). (^٤) تقدم قريبا. (^٥) انظر: معالم السنن (١/ ٣٥). (^٦) انظر: حاشية ابن القيم على سنن أبي داود مطبوع مع عون المعبود (١/ ٧٨). (^٧) انظر: حاشية ابن القيم على سنن أبي داود مطبوع مع عون المعبود (١/ ٨٠).
1 / 65