العلمانية - نشأتها وتطورها
العلمانية - نشأتها وتطورها
প্রকাশক
دار الهجرة
জনগুলি
المخلص، وهكذا تتابعت البدع واحدة في إثر الأخرى، وكان نتيجة ذلك أن دفنت التعاليم الأصلية بطريقة تكاد تكون غير محسوسة تحت تلك الإضافات المألوفة (١).
بهذه الطريقة، وبغض النظر عن الأهداف والدوافع الخفية، هدم بولس عقيدة التوحيد، وأوقع أتباع المسيح فيما كان قد حذرهم منه أبلغ تحذير، واكتسبت تعاليم بولس الصفة الشرعية المطلقة بقيام أحد أتباعه بكتابة الإنجيل الرابع المنسوب إلى يوحنا الحواري، والذي قال عنه جيبون: "أنه فسر نظرية الكون الأفلاطونية تفسيرًا مسيحيًا، وأظهر أن يسوع المسيح هو الكيان الذي تجسد فيه الكلمة أو العقل (Logos) الذي تحدث عنه أفلاطون والذي كان مع الله منذ البدء" (٢).
على أنه من الإنصاف أن نذكر أن الثلاثة القرون الأولى التي تسميها الكنيسة عصر الهرطقة شهدت صراعًا محتدمًا بين أتباع بولس وأثانسيوس، وبين منكرة التثليث وعلى رأسهم " آريوس"، ولم يكتب النصر النهائي للثالوثيين إلا في مجمع نيقية، مع أنهم كانوا أقلية فيه.
يقول برنتن: "وقد امتدت هذه الهرطقات فشملت الجانب الأكبر من السلوك والعقائد، ونستطيع أن نأخذ الجدل النهائي الذي ثار حول العلاقة بين يسوع والإله الواحد -الإله الأب- مثلًا لعصر الهرطقة كله، وأخيرًا قبلت المسيحية الرسمية في عام (٣٢٥) في مجلس نيقية بالقرب من القسطنطينية عقيدة التثليث أو ما نادى به أثانسيوس، والثالوث "الله
_________
(١) المصدر السابق: (٣/ ٧٠٩).
(٢) اضمحلال الإمبراطورية الرومانية (١/ ٦١١).
1 / 39