حادثة عام الفيل :
عندما يحدث أمر عظيم في امة من الامم وخاصة إذا كان ذا جذور دينية أو ذا مدلولات قومية أو سياسية فانه سرعان ما يتحول بفعل اعجاب الناس عامة به إلى مبدأ للتاريخ.
فقيام النبي موسى يعتبر مبدأ للتاريخ عند اليهود ، ومولد السيد المسيح يعتبر مبدأ للتاريخ عند النصارى ، والهجرة النبوية الشريفة تعتبر مبدأ للتاريخ عند المسلمين.
وهذا يعني أن كل امة من الامم تقيس حوادثها من حيث الزمان بذلك الحدث الذي تعتبره بداية تاريخها.
وأحيانا تتخذ الامم والشعوب بعض الحوادث مبدأ للتاريخ مع انها تملك مبدأ سياسيا للتاريخ ، كما نلاحظ ذلك في بلاد الغرب وشعوبه ، فقد اتخذت الثورة الفرنسية ، وثورة اكتوبر الشيوعية مبدأ للتاريخ في فرنسا ، والاتحاد السوفياتي ، بحيث اصبح يقاس بهما كل ما وقع من الحوادث بعدهما.
ولكن الشعوب غير المتحضرة التي لم تمتلك مثل تلك الثورات والحركات السياسية والدينية كان من الطبيعي أن تتخذ الحوادث الخارقة للعادة مبدأ لتاريخها بدلا من الثورات والتحولات الاجتماعية ، وهذا ما حدث عند العرب وقبل الإسلام.
فانهم بسبب حرمانهم من حضارة صحيحة اتخذوا من بعض الوقائع المفجعة والمرة كالحرب والزلزال ، والمجاعة والقحط أو الحوادث غير الطبيعية ، الخارقة العادة مبدأ لتاريخهم.
ولهذا نجد مبادئ متعددة للتاريخ عند العرب ، آخرها : ضجة عام الفيل وهجوم « أبرهة » على « مكة » بهدف الكعبة المشرفة ، التي صارت في ما بعد مبدأ للتاريخ تؤرخ بقية الحوادث والوقائع اللاحقة.
ونظرا لأهمية هذا الحدث التاريخي العظيم الذي وقع عام 570 وأتفقت فيه
পৃষ্ঠা ১৫৯