أنظر هذه الجرأة والكذب والبهت على العلماء وما قال إنهم نسبوه إلى الله ثم قال:
(ما ثم غير مشيئة قد رجحت * مثلا على مثل بلا رجحان) أبصر هذا الفدم البليد الفهم ساء سمعا فساء إجابة كأنه سمع كلام الأشعرية فما فهمه وظن أنهم يقولون إن الأفعال كلها سواء بالنسبة إلى كل شئ وإن المشيئة رجحت بعضها على بعض مع تساويها وإنه ما ثم غبر المشيئة وجعل المشيئة هي المرجحة ولم يذكر القدرة والتبس عليه الرجحان الحاصل في الفعل بالرجحان الذي هو موجب للفعل أو باعث عليه، ومن لا يكون اشتغل بشئ من العلوم كيف يتكلم في هذه الحقائق؟ ثم قال:
(هذا وما تلك المشيئة وصفه * بل ذاته أو فعله قولان) ليتني ما شرعت في الكلام مع هذا... ينبغي أن يطالب بالقولين على هذه الصورة وبالقول بأنه ما تلك المشيئة وصفه وإنما سمع كلاما إما من كلامهم وإما من شيخه فما فهمه هو أو ما فهمه شيخه وعبر عنه بهذه العبارة الرديئة، وإن أراد بهذا البيت المعتزلة فقد خلط كلام المعتزلة بكلام الأشعرية.
ثم قال: * وكلامه مذ كان غيرا كان مخلوقا له * هذا بالنسبة إلى المعتزلة ثم قال:
(قالوا وإقرار العباد بأنه * خلاقهم هو منتهى الإيمان) لم يقولوا كذلك، أما أولا فلأنه لا بد من الشهادتين، وأما ثانيا فمنتهي
পৃষ্ঠা ২৯