সায়েফ মুহান্নাদ
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
জনগুলি
أسوا حال وأقبح شان ، أولهم نانب الشام الذى أفسد النظام ، والثاني نائب حاب ، الذى أمره من أعجب العجب ؛ وذلك أن مولانا السلطان قد بلعه إلى غاية الرتب ، ونال في أيامه من الأرب ، ما لم ينل في أيام غيره ممن ذهب ، وثالثهم الحاجب الكبير الذى كان أمير جندار ، زل به القدم فصار إلى ما صار ، والرابع تمان تمر الذى خان ، فلا جرم أسر فى قبضة الخان ، فهذا أدبى جزاء من خامر على السلطان وأظهر العصيان ، ألم يعلم هؤلاء أن مخالفة السلطان هى مخالفة الرحمن ؟ ولكن سوات لهم أنفسهم فعايل الشيطان ، فلذلك قتلوا بسيف الشريعة ، وحملت رعوسهم إلى البلدان ، وعلقت على باب قلعة الجبل ، غبرة لمن عصى ونكل ، ثم على أكبر أبواب القاهرة ، وفي ذلك موعظة زاجرة وكانت الوقعة المذكورة يوم الخميس الرابع عشر من شعبان ، التى أبانت عن عظم الشان ، لسيدنا ومولانا السلطان .
ولما انجلت الحرب عن هذه الأمور ، وظهر فيها كل ما كان من المقدور ، دخل مولانا السلطان حلب وقلبه مسرور ، فشرع فى النظر فى أحوال المسلمين ، وإزاحة ما صدر من المفسدين ، وأقبل إليه كل قريب وقاص ، وذلت له رقات كل نافر وعاص
فولى وعزل ، وقطع ووصل ، وفوض نيابة حاب إلى أقباى [ المؤيدى ] الدوادار ، الذى دار معه الخير حيثما دار ، ونيابة طرابلس للأمير يشبك الذى كان شدا، ، الناصح لاستاذه نصحا مستبدا ، ثم عاد إلى مدينة حماة ، وولى فيها جرا قطلى الذى هو من جملة الحماة ، وأقام فيها مولانا السلطان مدة من الزمان ، ثم توجه إلى الشام على أحسن النظام ، وأحسن إلى الصغير والكبير ، والجليل واحقير ، والأمير والوزير وبسط بساط العدل بين العباد ، ومد سرادقات الأمان الخائفين الشاردين في البلاد ، حتى أمن على نفسه كل شاردعاص ، وأقبل إليه كل هارب قاص ، ومن جملة من أقبل إليه ، وهو يرجو العفو من لطفه العميم ، ويأمل الصفح من فضله الجسيم ، الأمير فخر الدين بن أبى الفرج الاستادار ، الذى دار فى بلاد الغربة مادار ، ولكن لما شمله النظر الشريف والإقبال ، واعفو والصفح والإفضال ، استبدل همه سرورا ، وترحه فرجا وحبورا ، فلا جرم خلعت عليه خلعة سنية ، وأعيدت إليه وظائفه البهية ، ودخل القاهرة على هيئة جلية ، يوم الخميس الرابع والعشرين من شوال ، أحد أشهر الحج المحترمة بالإجلال : ثم إن مولانا السلطان توجه إلى القاهرة ، وأعين الناس إليه شاهرة ، وزار فى
طريقه القدس ومدينة خليل ، ليحصل له من كل خير حظ جليل .
ثم فى يوم الخميس الخامس عشر من ذي الحجة الحرام ، وصل مولانا السلطان بعساكره الأجلاء العظام ، ونزل على مرج السماسم ، بقلب منشرح ووجه باسم ، وتلقته الناس من كل مكان يبتدرون ، فرحين بما كاتاهم الله من فضله ويستبشرون . وفى ليلة تلك الجمعة عمل وقتا ، وجمع جمعه من العلماء والفقهاء والوعاظ والمنشدين ، وذلك في الخانقاة الناصرية بأرض سرياقوس ، وكانت تلك الليلة أيلة مشهودة ، وأنفق على الجماعة في تلك الليلة مائة ألف درهم ، وفى صبيحة تلك الجمعة نزل مولانا السلطان على خليج الزعفران وفى صبيحة يوم السبت السادس عشر من ذي الحجة ، دخل القاهرة مولانا السلطان المؤيد بعساكره المنصورة ، وكان يوما مشهودا وفى يوم الإثنين الثامن عشر من ذي الحجة أمر بالمناداة في المدينة بالأمن والأمان ، وأنه يتولى بنفسه أمور الحسبة
الشريفة ، وكان قد عزل الأميرتاج قبله بأيام ، لأمورجرت فى المدينة بسبب الغلاء وقلة الواصل وفى يوم الإثنين الخامس والعشرين من ذي الحجة خلع على الأمير جقمق الأرغون شاوى ، واستقر دوادارا كبيرا ، عوضا عن الأمير آقباى [ المؤيدى ] الذى استقر نائب حلب وكان مولانا السلطان قد أنعم عليه بتقدمة وهو فى السفر وفى يوم السبت سلح ذي الحجة الخرام خلع على حرز نقيب الجيش ، واستقر في ولاية القاهرة عوضا عن الأمير تاج ، وخلع على الأمير تاج واستقر استادار الصحبة لمولانا السلطان المؤيد ومن جملة الحوادث في هذه السنة ، أن الأمير بردبك استقر أس نوبة النوب عوضا من سودون القاضى بحكم مسكه ، وكان مسكه ومولانا السلطان في السفر وحج بالناس في هذه السنة الأمير تنبك المشد ، وكان مقدم الركب الأول الأمير يشبك الدوادار الصغير
فصل فيما وقع من الحوادث في السنة التاسعة عشرة بعد الثمانمائة استهلت هذه السنة المباركة وسلطان الديار المصرية والشامية والحلبية والفرائية مولانا الملك المؤيد ، وخليفة الوقت المعتضد بالله ، والنائب بدمشق ألطنبغا العثمانى ، وبحاب الأمير أقباى ، وبحماة الأمير جراقطل ، وبطرابلس الأمير يشبك ، وبصفد الأمير خليل ، وبغزة الأمير مشترك وبإسكندرية الأمير أقبردى . وقاضي القضاة الشافعية بالديار المصرية القاضى جلال الدين الشافعى ، وقاضى القضاة الحنفية القاضى ناصر الدين ابن العديم . وقاضى القضاة المالكية جمال الدين الاقفهسى ، وقاضى القضاة الخنابلة علاء الدين بن المغلى ، وكاتب السر الشريف القاضى ناصر الدين محمد بن البارزى الحموى وناظر الجيش القاضى علم الدين ابن الكويز ، وناظر الخاص بدر الدين حسن بن نصر الله ، ووظيفة الوزارة شاغرة ، وكان علم الدين أبوكم متكلما فيها بطريق النظر على الدولة .
وفى يوم الخميس الخامس من المحرم خلع على مؤلف هذه
السيرة بحسبة القاهرة ، وكان مولانا السلطان إذ ذاك بمنزلة الأوسيم وفى يوم الخميس التاسع عشر منه كانت خدمة الإيوان بالقلعة لأجل الرسل القادمين من البلاد ، منهم القاضى زين الدين مقلح قاصد السلطان الملك الناصر صاحب اليمن ، وفي هذا اليوم قدمت تقدمة صاحب أأيمن ما يناهز ماثنى حمال من الأشياء الطريفة ، والتحف الغريبة ، بجملة مقومة مستكثرة وفى هذا اليوم خلع على القاضى تفى الدين بن أبى شاغرة ، واستقر في وزارة الديار المصرية وكانت الوزارة شاغرة كما ذكرنا .
وفى يوم الإثنين الثامن والعشرين من صفر خلع على الأمير قطلوبغا ، واستقر فى نيابة إسكندرية عوضا عن الأمير أقبردى [ المنقار] وفى هذا الشهر وقع الفناء بالقاهرة ، وتزايد إلى أن بلغت عدة الأموات فى ربيع الأول كل يوم إلى أربعمائة وأكثر ، مع
অজানা পৃষ্ঠা