সায়েফ মুহান্নাদ
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
জনগুলি
وروى الإمام أحمد بن [حنبل ] من طريق وحشى [ين حرب ] أن أبا بكر الصديق - رضى الله عنه - لما عهد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد ، وسيف من سيوف الله ، سله الله
على الكفار والمنافقين ، وكيف لا وله مواقف مشهورة ، وحروب عظيمة ببلاد العراق والشام ، ولا سيما فى وقائع يرموك ومرج الديباج، ووقعة قنسرين ، وأنطاكية وغيرها . وقد روى الواقدى عن عبد الرحمن بن أبى الزياد عن أبيه قال : لما حضرت خالدا الوفاة ، بكى ثم قال : لقد حضرت كذا وكذا زحقا ، وما فى جسدى شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح ، وها أنا أموت على فراشى حتف أنفى كما يموت البعير ، فلا تامت أغين الجبناء .
وقد ظهر هذا الدين الحق على سائر الأديان الباطلة ، وعلت راية الإسلام على راية الكفر والضلال بالخلفاء الشجعان، والسلاطين الأبطال : منهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى أعز الله الإسلام به ، وفتحت بلاد الشام والعراق ومصر فى أيامه ، ومن شجاعته كان الشيطان يقر منه . وفى الحديث قال له النتي صلى الله عليه وسلم : والله ما سلكت فجا قط إلا سلك الشيطان فجا خلاف فجك ومنهم أسد الله حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن هشام ، وقف النبي صلى الله
عليه وسلم على حمزة وهو مقتول يوم أحد قال : لن أصاب بمثلك أبدا ، ثم قال : جاءبى جبريل عليه السلام فأخبرنى أن حمزة مكتوب في أهل السموات السبع حمزة ابن عبد المطلب أسد الله ، وأسد رسوله .
ومنهم على بن أبى طالب الذى له اليذ البيضاء يوم بدر ، بارز الأبطال فقهر وغلب وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : دفع النيى عليه السلام الراية إلى على يوم بدر وهو ابن عشرين سنة . وعن أبى جعفر محمد بن على قال : نادى مناد في السماء يوم بدر ،: لاسيف إلا ذو العقاد ، ولافتى إلا على . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يجب الله ورسوله ، يفتح الله عليه فدعا عليا فبعثه ففتح عليه . رواه مسلم ، وكان ذلك يوم خيبر . ومن غاية شجاعته ذكر جماعة من القصاص : أنه قائل الجن فى بثر ذات العلم - قريبة من الجحفة ومن الخلفاء الشجعان الوليد بن عبد الملك ، فإنه غزا غزوات فى بلاد ملطية وغيرها ، وفتح فتوحات عظيمة ، فتحت الأندلس والهند والسند في أيامه ، وهو أول من اتخذ المارستان ، ودار الضيافة ، ووسع مسجد النيى عليه السلام ، وبنى الأميال في الطرقات ، وصفح باب الكعبة والميزاب
بثلاثين ألف مثقال من الذهب ، وهو الذى عقد القبة على صخرة بيت المقدس ، وبني جامع دمشق ، وأنفق عليه أربعمائة صندوق ، في كل صندوق تمانية وعشرون ألف دينار . قال ابن كثير : فعلى هذا يكون المصروف في عمارة الجامع الأموى ألف ألف دينار وماثنى ألف دينار ومنهم أبو جعفر المنصور ، قعد في الخلافة تنتين وعشرين سنة ، وكان شجاعا حازم الرأى قد عركته الأيام ، كان يخطب بالسواد كله لأجل الحروب ، ويقال إنه كان تعهد بيته بألف مثقال مسك فى الشهر ، وهو الذى قتل أبا مسلم الحراسابى ، واسمه عبد الرحمن بن مسلم صاحب الدولة العباية ، كان من الشجعان الفائكين . ذكر ابن جرير أنه قتل فى حروبه ، وما كان يتعاطاه ستمائة ألف صبرا ، وكان مقتله فى سنة سبع وثلاثين ومائة .
ومن الشجعان المشهورين من السلاطين الملك صلاح الدين يوسف [ بن أيوب ] صاحب الفتوحات الكثيرة ، منها القدس المطهرة . والسلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب الغزوات مع الفرنج . ومن سلاطين الترك السلطان الملك المظفر قطز الذى كسر عسكر هلاون على عين جالوت
وهم يزيدون على مائة وعشرين ألفا ، ومعه مقدار أربعة آلاف نفس ومنهم السلطان الملك الظاهر بيبرس صاحب الفتوحات والغزوات ، الذى قتل ألوفا من الفرنج وكسر التتر فى صحراء أبلستين ومنهم سيدنا ومولانا السلطان المؤيد ، صاحب الشجاعة المشهورة ، التي اعترف بها كل قريب وقاص ، وكل مطيع وعاص ، وله مواقف مشهورة مع الترك والتركمان والكرد والعربان ، والإفرنج وعبدة الصلبان ، وله غزوتان مشهورتان ، إخداهما وهو أمير لطرابلس ، والأخرى على ضيدا وبيروت وهو نائب بالشام ، ولقد أخبرتى - أيده الله-- أنه كان على مدينة بعلبك ، وبلغه الخبر بذلك ، فركب في الساعة الراهنة ، فوصل إلى ضيدا وبيروت فى ليلة ، وقاتل الفرنج بعد أن دخلوا في بلاد صيدا وبيروت ، وعائوا فيها بالفساد ، فكسرهم كسرا شنيعا ، وقتل منهم سبعين نفسا ، ولقد أخبرنى جماعة من الأمراء والأجناد الثقات : أنهم شاهدوا مولانا السلطان الملك المويد في الحروب وهو كالطود الثابت ، والجبل الراسخ ، لايتحرك من موضع الحرب ولا ينزعج لذلك ، وربما شاهدوه والسهام تنزل عليه وعلى جوانبه مثل المطر وهو لا يلتفت لذلك ، بل يحرض الناس على القتال ويغريهم فلذلك كان منصورا فى حركاته ، سعيدا في سكناته .
الفصل الثالث في استحقاقه من حيث الفروسية ومعرفة انداب الحرف ونحوها اعلم أن الفروسية أمر عظيم فى الشجعان والأبطال ولا سيما فى الملوك والسلاطين ، فالسلطان إذا كان فارسا عالما بأنداب الحرب بصيرا بخيلها ، لايزال أمره غالبا ، وصيته بعيدا في البلاد ، ويكون أميرا لجنده وعساكره ، فارقا بين فارسه وغير فارسه ، فيقدم من يستحق التقديم من الفرسان ، ويوخر من يستحق التأخير من غيره ، وبه ينتظ حال عسكره ، ويستقيم أمر جنده ، ولا سيما عند الحروب ، وتسوية الصفوف . وإذا كان السلطان غير فارس ، فلا يعرف الفارس من غيره ، فيختل به نظام عسكره ، ويكون فساده أكثر من صلاحه . فمولانا السلطان فارس مشهور لا يدافع ، وصنديد مذكور لا يمانع ، عالم بأنداب الحرب وحيلها ، بصير بأنواع رجلها وخيلها ، فلا جرم كان سعيه مشكورا وأمره مشهورا .
ثم الفروسية على أنواع كثيرة ، وأعظمها وأقواها شيئان : أحدهما معرفة اللعب بالرمح ، والأخر معرفة الرمى بالسهام ، وهما تابتان بالحديث ، قال صلى الله عليه وسليم : عليكم بالقناة والقسى : فإن الله يمكنكم بهما فى البلاد والعباد أو كلاما هذا معناه وقد ذكر الله تعالى الرماح في كتابه العزيز بقوله «يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشى من الصيد تناله ايديكم ورماحكم .
অজানা পৃষ্ঠা