সায়েফ মুহান্নাদ
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
জনগুলি
ليلة الثلاثاء الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وكان عمره سبعا وستين سنة التاسع : ولده أبوالقاسم أحمد ، الملقب بالمستعلى ، وكان جوادا ، كريما حليما ، لم يسلك في دينه وأحوال رعيته كما سلك أباوه ، وكان الناس في أيامه -وإن كانت قليلة - في أمن .
فهذا هو التاسع من خلفاء العبيديين ، الملقب بالمستعلى المشتق من العلو : فكذلك مولانا السلطان المؤيد تاسع الملوك الترك ، فنرجو من الله تعالى أن يزداد استعلاؤه وعلوه في الدنيا والأخرة .
وللتفاؤل بالأسماء أثر مأثور غير منكور . وكان أبو القاسم شاهنشاه الملقب الأفضل ابن أمير الجيوش بدر الجمالى وزير المستعلى ، وقبله وزير أبيه المستنصر ، وكان وزير السيف والقلم ، وإليه قضاء القضاة ، والتقدم على الذعاة . ولما توفى مقتولا في في سلخ رمضان سنة خمس عشرة وخمسمائة ، خلف من الأموال مالم يسمع قبلها . قال صاحب الدول المنقطعة. خلف ستمائة ، ألف ألف دينار عينا ، وماتتين وخمسين إردبا دراهم ، [من ] نقد مصر ، وخمسة وسبعين ألف توب ديباج أطلس ، وثلاثين راحلة أحقاق ذهب عراق ، ودواة ذهب فيها جوهر قيمته اثنا عشر ألف دينار ، ومائة مسمار من ذهب ، وزن كل مسمار
مائة مثقال ، فى عشرة مجالس في كل مجلس عشرة مسامير ، على كل مسمار منديل مشدود مذهب ملون من الأموال - أيما أحب منها لبسه - وخمسائة صندوق كسوة لخاصة نفسه من دييق ودمياط ، وخلف من الرقيق والخيل والبغال والمراكب والتجمل والحلى مالم يعلم قدره إلا الله ، وخلف خارجا من ذلك من البقر والجواميس والغيم ما يستحى من ذكر عدده ، وبلغ ضمان ألبانا في سنة وفاته ثلائين ألف دينار ، ووجد فى تركته صندوقان كبيران فيهما إبر من ذهب برسم النساء والجوارى ، وكان يسكن بمصر فى دار الملك التى على بحر النيل ، وهى اليوم دار الوكالة . وقال النويرى : لما قتل نقل ما خلفه الخليفة الفاطمى إلى خواصله وخزائنه ، وهو ابن أمير الجيوش الذى تسميه العامة مرجوش ، وإليه تنسب قيسارية أمير الجيوش بالقاهرة ، وسوق المرجوشى ، وكان أرمنى الجنس اشتراه جمال الدولة ابن عمار ، وتربى عنده وتقدم لسنة
وأما دولة بنى بويه ، فأول الملوك منهم عماد الدولة أبو الحسن على بن بويه ابن فناخسرو الديلمى وبقية النسب قد مر [ فى ] صاحب بلاد فارس ، وكان أبوه صيادا وليست له معيشة إلا من صيد السمك ، وكانوا ثلاثة إخوة ، عماد الدولة أكبرهم ، ثم ركن الدولة الحسن ، ثم معز الدولة ، والجميع ملكوا ، وكان عماد الدولة سبب سعادم ، وانتشار صيتهم ، واستولى على البلاد ، وملكوا العراقين والأهواز وفارس ، ويقال اتفقت لعماد الدولة أسباب عجيبة كانت سببا لثبات ملكه ، منها أنه ملك شيراز ، فى أول ملكه اجتمع أصحابه وطالبوه بالأموال ، ولم يكن معه ما يرضيهم به ، وأشرف أمره على الانجلال فاغتم لذلك فبينما هو متفكر قد استلقى على ظهره في مجلس قد خلا فيه للفكرة إذ رأى حية قد خرجت من موضع من سقف ذلك المجلس ودخلت موضعا أخر ، فخاف أن تسقط عليه ، فدعا الفراشين وأمرهم بإحضار سلم ، وأن تخرج الحية ، فلما ضعدوا وبحثوا عن الحية وجدوا ذلك السقف يقضى إلى غرفة بين سقفين ، فعرفوه ذلك ، فأمرهم بفتحها ففتحت ، فوجد عدة صناديق من المال والمصاغات قدر خمسمائة ألف دينار ، فحمل المال بين يديه ، فسر به وأنفقه فى رجاله ، وثبت أمره بعد أن كان قد أشفى على الانخرام ، ثم إنه قطع ثيابا ، وسأل عن خياط
حاذق ، قوصف له خياط كان لصاحب البلد قبله ، فأمر بإحضاره ، وكان أطروبا ، فوقع له أنه قد سعى به في وديعة كانت عنده لصاحبه ، وأنه طلب لهذا السبب فلما خاطبه خلف أنه ليس عنده إلا اثنا عشر صندوقا لا يدرى ما فيها ، فعجب عماد الدولة من ذلك ، ووجه معه من يحملها ، فوجد فيها أموالا وثيابا بجملة عظيمة فكانت هذه الأسباب من أقوى دلائل السعادة له ، ثم تمكنت حاله ، واستقرت قواعده ، ولم يزل مسرورا إلى أن توفى يوم الأحد لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثمان وثلائين ، وقيل تسع وثلاثين وثلاثمائة بشيراز . وأقام فى فى الملك ست عشرة سنة الثاني : ركن الدولة أبو على الحسن بن بويه ، كان صاحب أصبهان والرى وهمذان ، وجميع عراق العجم ، وكان ملكا جليل القدر ، عالى الهمة ، وتوفى ليلة السبت لائنى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ست وستين وثلاثمائة بالرى ، وملك أربعا وأربعين سنة وشهرا وتسعة أيام الثالث : معز الدولة أبو الحسين أحمد بن بويه ، كان صاحب العراق والأهواز . وقال ابن الجوزى . كان في أول
أمره يحمل الخطب على رأيه ، ثم ملك هو وإخوته البلاد ، وأل أمرهم إلى ما أل ، وتوفى يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة ببغداد ، ودفن فى داره ، ثم نقل إلى مشهد بنىي له فى مقابر قريش الرابع : عز الدولة أبو المنصور بختيار ، تولى مملكة أبيه معز الدولة يوم موته ، وتزوج الإمام الطائع لله ابنته شاه دنان على صداق مبلغه مائة ألف دينار ، وكان ملكا قويا شديد القوى ، يميك الثور العظيم بقرنيه فيصرعه ، وكان متوسعا في الإخراجات والكلف . ذكر بشر الشمعى أنه كانت وظيفة وزيره أبى الطاهر محمد بن بقية فى كل شهر ألف من من الشمع . وكان بينه وبين أبن عمه عضد الدولة منافسات فى الملك أدت إلى الجراب ، فالتقيا يوم الأربعاء تامن عشر شوال سنة سبع وستين وثلاثمائة ، فقتل عز الدولة فى المصاف ، وكان عمره ستا وثلاثين سنة ، وحمل رأسه فى طست ، ووضع بين يدى عضد الدولة ، فلما رأه وضع منديله على عينيه وبكى .
وملك بغداد بعد قتله . .
الخامس : عضد الدولة فناخشرو بن ركن الدولة أبى على الحسن بن بويه . ولا ملك حصل له مالم يحصل لأحد من أهل بيته من سعة الملك ، والاستيلاء على الملوك ، وهو أول من خوطب بالملك في الإسلام ، وأول من خطب له على المنبر ببغداد بعد الخليفة . وكان من جملة ألقابه ، تاج الولة ، وكان فاضلا محبا للفضلاء مشاركا بعدة فنون . وصنف له الشيخ أبو على الفارسى كتاب الإيضاح ، والتكملة في النخو . وقصده فخول شعراء عصره ، فمدحوه بأحسن المدائح ، فمنهم أبو الطيب المتبنى ورد عليه بشيراز ، وفيه يقول من قصيدة مشهورة بالهائية ، وقد رأيت الملوك قاطبة وسرت حتى رأيت مولاها ومن منأياهم براحيه يأمرها فيهم وينهاها أبا شجاع بفارس عضد الدوله فناخسرو شهنشاها أساميا لم تزده معرفة وإنما لذة ذكرناها وكانت لعضد الدولة أشعار ، فمن ذلك أبيات من قصيدته التى فيها البيت الذى لم يقلح بعده ، وهى : ليس شرب الراح إلا فى المطر وغناء من جوار فى السحر غانيات سالبات للنهى ناغمات فى تضاعيف الوتر مبرزات الكأس فى مطلعها ساقيات الراح من فاق البشر عضد الدولة وابن ركبه ملك الأملاك غلاب القدر فيحكى أنه لما احتضر لم ينطق لسانه إلا بتلاوة ،
ما أغنى عنى مالية هلك عنى سلطانية. ويقال إنه ما عاش بعد هذه الأبيات إلا قليلا ، وتوفى بعلة الصرع فى يوم الإثنين تامن شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ببغداد ، ودفن بدار الملك بما ، ثم نقل إلى الكوفة ، ودفن بمشهد أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه ، وعمره سبع وأربعون سنة وأحد عشر شهرا وثلائة أيام ، وقال ابن كثير ، وعضد الدولة أول من تسمى بشاهنشاه ، ومعناه ملك الملوك . وقد ثبت في صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال .
অজানা পৃষ্ঠা