قلنا : أيها العقلاء ؛ بالله عليكم كيف لا تعتقدون التجسيم وأنتم تقولون إن له يدين حقيقيتين ، وأنه ينزل بذاته ، وقلتم بأنه على العرش مستو استواء حقيقيا ، وأن هذا العرش كالقبة ؛ فيكون الله كرويا ! وتقولون بأنه يصعد بذاته ، ثم لماذا النزول ؟ وأي فائدة في نزوله وهو يمكنه أن ينادينا على العرش أو على السماء العليا على حد زعمكم !! وهل منا من يسمع ندائه حين يقول هل من مستغفر فأغفر له ؟!
قالوا : نحن نقول في كل ذلك بما يليق بجلاله .
قلت : ما أسهل الأمر عليكم أيها الأخوة ؛ كل الإلزامات العقلية والنقلية من الحدوث والجسمانية والعرضية ومن الحلول والصغر والكبر والانتقال والقعود والأعضاء والجوارح والتغير من صورة إلى أخرى يتم حلها عندكم بقولكم كما يليق بجلاله !!!
أي جلال بقي لله وأنتم تقولون بأنه يضع قدمه في النار ، وأن النار تنزوي لأجل أنه وضع قدمه فيها ؟!
أتعقلون أنكم تجعلون القدم محسوسا جسما بحيث أن بعض النار تنزوي ! وتجعلون الله عز وجل أو صفته كما تقولون تحل في مكان الذي هو النار ! ويتم حل ذلك بقولكم تليق بجلاله ؟!!
أيها الأخوة ؛ انتبهوا من هذا التجسيم وإن قلتم إنكم لستم مجسمة وإن قلتم إن الله لا يشبه شيئا ، إن قولكم هذا لا يزيل التجسيم بل قولكم هذا كقول وكمثل من يشرب خمرا ويقول : أنا لا أشرب الخمر ، إنما بمجرد أن وضعت الكأس في فمي صار الخمر شرابا طهورا ! ومثل من يقول : إنه تعالى يحزن لا كحزننا وله بطن لا كبطوننا وفرج لا كفروجنا؟!!
قالوا إن هذا لا يصح لأنها لا تدل عل الكمال.
পৃষ্ঠা ২৪