সওত আল-আকমাক: দর্শন ও মনস্তত্ত্বে পাঠ ও গবেষণা
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
জনগুলি
الخاصة بعصر من العصور ليست أكثر من توافق ما يفعله المرء مع ما تقضي به الأعراف في ذلك العصر. والفلسفة، متضمنة علم الأخلاق، ليست سوى تعميمات من العرف؛ فهي لاحقة على العرف ومستمدة منه، ولا يصح أن نعكس السهم ونتجه من التعميمات الفلسفية إلى العادات ونظن للفلسفة الخلقية نفوذا بينما هي مشتقة من العادات.
قد ترد على المجتمع عناصر جديدة ومستحدثات يأتي بها العلم والفن في فتوحهما الجديدة في الطبيعة. هنالك تتبدل الأعراف بأن تكيف نفسها للظروف والمصالح الجديدة. عندئذ يأتي دور الفلسفة وعلم الأخلاق لكي يسوغا التغيرات التي جرت في الأعراف ويقدما تبريرا عقليا لها، ولكي يزعما أيضا، في كثير من الأحيان ، أنهما هما اللذان اجترحا هذا التغيير. إن الفلسفة وعلم الأخلاق لا يفعلان أكثر من أن يمدا خطوطا جديدة من العلاقات بين عناصر العرف وبين الأفق الفكري الذي ينغمسان فيه، والذي هو مستنبط من العرف. قد يتسع هذا الأفق الفكري بالمعارف الجديدة، غير أنه في نهاية المطاف تعميم من العرف شأنه شأن أي أفق فكري في أي عصر آخر. وهو دائما شيء غير واقعي بل إفراز للفكر لا أكثر. إن فلاسفة الأخلاق يتخيرون نقاطا على هذا الأفق ينطلقون منها، ويظنون أنهم قد ظفروا بسلطة معينة لأنساقهم الفلسفية، بينما هم يعودون القهقرى من التعميم إلى العادة المعينة التي استنبط منها التعميم. ولنا في محاكم التفتيش ومضطهدي السحرة، الذين بذلوا جهدا مخلصا دءوبا لتحقيق غاياتهم المختارة دون انتظار ثمن، مثال يبين لنا الصلة بين الأعراف من جهة وبين الفلسفة والأخلاق والدين من جهة أخرى.
الشرف، اللياقة، الحس المشترك، الضمير
ومعايير الشرف واللياقة والحس المشترك والضمير، كلها مستمدة من العرف، وكلها تجليات أخرى للطرق الشعبية. وأية أفكار عن حقائق أزلية للفلسفة والأخلاق مستمدة من أي مصدر خارج عن البشر وعن صراعاتهم من أجل العيش الرخي تحت شروط الأرض وظروفها، يجب أن ترفض باعتبارها أساطير وخرافات.
وحين يلصق الإثنوغرافيون نعوتا ازدرائية بالشعب الذي يدرسونه، فإنهم بذلك يصادرون على المطلوب الأهم الذي نريد أن نبحثه ونستقصيه، أي: ما هي المعايير أو الدساتير أو المفاهيم الخاصة بالعفة والكياسة واللياقة والتواضع ... إلخ، ومم تنشأ؟ تشتمل الوقائع الإثنوغرافية على جواب هذا السؤال. الأخلاق هي إملاءات العرف، وكلمة «لا أخلاقي» لا تعني أكثر من ذلك الذي يناقض العرف الخاص بزمان ومكان ما. من هنا أمكن للعرف والأخلاقية أن يتحركا معا، وليس ثمة من معيار دائم وعمومي يمكن به تأسيس الصواب والحق فيما يتصل بهذه الأمور ويمكن به المقارنة بين الطرق الشعبية ونقدها.
10 (1-2) ولتر. ت. ستيس: الأخلاق ليست نسبية
اليمين واليسار الأخلاقيان
يقول ولتر ستيس إن هناك رأيا واسع الانتشار هذه الأيام في الأوساط الفلسفية، يطلق عليه اسم «النسبية الأخلاقية»
ethical relativism . إن من المؤكد أن ما يعنيه هذا التعبير أو يتضمنه على وجه التحديد هو شيء غير واضح، إلا أنه بلا شك ينهض كعنوان لآراء مجموعة من فلاسفة الأخلاق الذين يعد موقفهم ممثلا على وجه التقريب للجناح الأيسر المتطرف بين المنظرين الأخلاقيين في الوقت الراهن. وربما أمكن المرء أن يفهم هذا الموقف أفضل فهم بأن يضعه موضع مقارنة مع الرأي المقابل الذي يذهب في التطرف مذهبا معاكسا، والذي نشأت النسبية الأخلاقية ولا شك كرد فعل احتجاجي ضده. إن بوسع المرء أن يميز بوضوح بين جناح يميني وجناح يساري من فلاسفة الأخلاق؛ فأصحاب النزعة النسبية يمثلون الجناح اليساري. إنهم الثوريون الحاذقون العصريون. أما الجناح اليميني، ويمكن أن نطلق عليهم أصحاب النزعة المطلقة في الأخلاق
ethical absolutists
অজানা পৃষ্ঠা