وأنه أحاط بعلوم عصره جميعها.
يقول في حسن المحاضرة "رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع على طريقة العرب والبلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة. والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم الستة، سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها منها، لم يصل إليه ولا يوقف عليه أحد من الأشخاص. فضلا عمن هو دونهم.
وأما علم الحساب فهو أعسر شيء على وأبعده عن ذهني وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله، وقد كملت عندي آلات الجهاد" وقد أفاض في هذا في كثير من كتبه الأخرى.
ولم يسلم له علماء عصره بهذا وساعدهم على ذلك حدة أخلاقه وغروره في بعض الأحيان فهاجموه وانتقصوا من قدره وقدر مؤلفاته هاجمه السخاوى في الضوء اللامع هجوما عنيفا كما حدثت بينه وبين معاصريه ابن ظهير، والقاضي برهان الدين محمود محدث دمشق والقسطلاني عداوات ومنازعات ولكن برغم هذا كله، بقى السيوطي كاتب العربية الكبير وأحد حفاظ العلم الإسلامي في مختلف فروعه. وكانت كتبه معينا لا ينضب للباحثين قد احتوت الثقافة الإسلامية المتعددة النواحي، بالرغم من خلوها من الابتكار وقد اختلف الباحثون في عدد هذه الكتب. فذهب فلو جل إلى أنها تبلغ ٥٦١ كتابًا أما بروكلمن فقد عدله ٤١٥ كتابا ويقول العيدروسي "ولكن
1 / 23