============================================================
عمار البدليسي وأما صفة صوم قلوب(1) أهل الأعمال، فعليهم التحفظ بموجب الحقيقة، لأنهم في طريق الحقيقة. فصومهم التحفظ من الغفلات، من 3 صرف نفس في غير ذكر، وخروج كلمة في غير منفعة وفائدة، ثم الصمت عن الكلام فيما لا يعنيه ولا يليق بحاله أو يكون بغير مقامه. فعلى الجملة والتفصيل، عند أهل الاستقامة والتعديل، المتصرفين في الأعمال والاحوال، بإطالة النفس والتفصيل. كذا زعموا في حق صوم أهل الأعمال، اذ ليس لقلبهم صوم منفرد، لأن ذلك من شرط أهل الأحوال. فدوام التحفظ من الآفات، مع دوام الذكر والفكر، صفة صوم قلبه، مع دوام الصمت. فإن 9 في صمت اللسان، حفظ جميع الأركان. كما ورد في الخبر: لامن صمت نجا"(2).
والسالك في بدء أمره متعبد. إلا أن بينه وبين متعبد لا جواز له من 12 التعبد، فرقا(3). وعلامة لتعبد(4) بين تعبد، هو من مقام السلوك والأحوال، الوبين تعبد، هو من مقام التقليد والأعمال، أن يجد متعبد السلوك والأحوال، ثمرات الأعمال. كما قال الله تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفخشاء 15 والمنكر (القرآن الكريم 45/29) وكما قيل لرسول الله: "إن فلانا كثير الصلاة، حسن العبادة، لكته يسرق". فقال: لاستنهاه صلاته عما يقولون".
فظهر أن (19 2) تأثير الأعمال، من مبادئ الأحوال. وهذا هو الفرق الثاني 18 بين التعبد والسلوك، وبين المتعبد المقلد والمتعبد المقسط (5) السالك. لأن
পৃষ্ঠা ৪৬