يستفيدون معرفة الله ممن يأتي بعدهم، ويدعي أنه خاتم الأولياء، وليس آخر الأولياء ١ أفضلهم، كما أن آخر الأنبياء أفضلهم، فإن فضل محمد ﷺ ثبت بالنصوص الدالة على ذلك كقوله ﷺ "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" كقوله "آتي باب الجنة فاستفتح، فيقول الخازن من أنت؟ فأقول محمد، فيقول بك ٢ أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك" وليلة المعراج رفع الله درجته فوق الأنبياء كلهم، فكان أحقهم بقوله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾ [البقرة: آية ٢٥٣] إلى غير ذلك من الدلائل، كل منهم يأتيه الوحي من الله، لا سيما محمد ﷺ لم يكن في نبوته محتاجا إلى غيره، فلم تحتج شريعته إلى سابق ولا إلى لاحق، بخلاف المسيح أحالهم في أكثر الشريعة على التوراة، وجاء المسيح فكملها، ولهذا كان النصارى محتاجين إلى النبوات المتقدمة على المسيح كالتوراة، والزبور، وتمام الأربع وعشرين نبوة، وكان الأمم قبلنا محتاجين إلى محدثين، بخلاف أمة محمد ﷺ فإن الله أغناهم به ٣ فلم يحتاجوا معه إلى نبي ولا إلى محدث، بل جمع له من الفضائل والمعارف والأعمال الصالحة ما فرقه في غيره من الأنبياء، فكان ما فضله
١ تكرر في طبعة الرياض "وليس آخر الأولياء".
٢ في الأصل. وط الرياض "كما" وما أثبته من صحيح مسلم ١/١٨٨.
٣ سقطت "به" من النسختين. وما أثبته من "مجموع الفتاوى".