13
الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين .
لقد رأت النسوة، ورأت امرأة العزيز أن الأمر أصبح جدا لا هزل فيه، وأن الشعب كله مهدد بمجاعة إذا لم يأخذ الملك قول يوسف أخذ صدق .. فلا بد إذن تصيح: الآن حصحص الحق.
وترفع عن يوسف تهمة الخيانة .. ويمضي يوسف إلى عهد جديد من حياته، ونسير معه في هذه القصة الأخاذة المعجزة في عرضها. وإن لم يكن القرآن معجزة، فما المعجزة؟
ماذا فعل الملك حين علم الحق من أمر يوسف؟
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين
14
أمين * قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم * وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين .
في كلمات قلائل أصبح يوسف على خزائن الأرض .. ولكن أرأيت كيف ألقيت إليك هذه الآيات؟ طلب يوسف أن يكون على الخزائن، وأبدى السبب القوي .. إنه حفيظ عليم؛ أي إنه يريد الخير لهذه الخزائن وللناس .. ثم لا نسمع ردا من الملك، وإنما يقول جل وعلا في جملة إخبارية تبدو كأنها بعيدة عن الخزائن نفسها إنه يريد أن يقدم الحكمة من كل ما مضى من أحداث ليوسف .. وكذلك مكنا ليوسف .. أعطيناه ما يستحقه من تكريم .. ومن هذه الجملة تعرف أنه أصبح على خزائن الأرض دون أن يذكر ذلك صراحة.
وتنتقل السورة فجأة إلى أمر كنا أوشكنا أن ننساه .. ماذا فعل إخوة يوسف؟ ماذا كان من شأنهم وشأن أبيهم؟
অজানা পৃষ্ঠা