نهض يوري وفتح النافذة وأطل، وكان على طول جدار البيت حديقة زهر صغيرة يانعة من بين أحمر وأصفر وأزرق وقرمزي وأبيض، فكأنها الكليد سكوب
1
ومن ورائها الحديقة الكبيرة الجهمة الممتدة إلى النهر كغيرها من حدائق هذه البلدة وهو يلتمع كالزجاج الخابي باديا من خلال الأشجار.
وكان المساء ساكنا صافيا وخالج يوري اكتئاب غامض، وكان قد طال مكثه وإلفه للمدن الكبيرة المشيدة بالأحجار، ومع أنه يحب أن يتوهم أنه يعشق الطبيعة فإنها لم تجد عليه بشيء: لا السلوى ولا سكون النفس ولا الانشراح، ولم تثر في صدره إلا حنينا مبهما حالما مدنفا.
ودخلت (لياليا) الغرفة وقالت: «آها. لقد قمت أخيرا! وجاء قيامك في حينه.»
وكاد يوري - لثقل إحساسه بقلق مركزه وبشجى النهار - يقضي نحبه. ويضايقه مراح أخته وصوتها الطروب فسألها على غير انتظار: «بأي شيء سرورك هذا؟» - «إنى لا أضجر!»
وفتحت عينيها وضحكت مرة أخرى كأنما أذكرها سؤال أخيها أمرا ممتعا وقالت: «وتصور سؤالك إياي ماذا يسرني؟ أنا لا أعرف السآمة. كلا، وليس عندي متسع من الوقت لهذا.»
ثم قالت بصوت وطيد وقد زهاها ما قالت: «إننا نعيش في أيام فيها من المتعة ما يجعل السآمة ذنبا. وعندي العمال أعلمهم ثم المكتبة تستنفذ شطرا عظيما من وقتي، فقد أنشأنا في غيابك مكتبة عامة وهي سائرة على منوال حسن.»
ولو أن هذا قيل له في أي وقت آخر لبعثه على الاهتمام ولكنه لم يكترث الآن لسبب ما.
وظلت لياليا جادة تنتظر انتظار الطفل ثناء أخيها.
অজানা পৃষ্ঠা