فهز نوفيكوف كتفيه متململا وقال: «ما أخشن هذا القول وأسخفه!»
فقال سانين: «ليكن خشنا أو غير خشن. إنه الحق على كل حال وأحر «بليدا» أن يكون لظهورها على الملعب أعمق وقع. وإنى لأشتاق أن أراها ثم ...»
وأحسوا كلهم بالقلق وإن كان هذا الكلام قد أثار في نفوسهم رغبة غريزية في الاستطلاع.
ولما كان سارودين يعد نفسه أذكى من زملائه وأحزم فقد بدا له أن يبدد جو الارتباك الغامض الذي اكتنفهم فقال: «وماذا تظنون الفتاة حقيقة أن تصنع؟ أتتزوج؟ أم تأخذ في نهج دراسي أم تدع مواهبها تأسن؟ إن هذا يكون جريمة ضد الطبيعة التي جادت.»
فقال سانين ولم يخف تهكمه: «آه إن فكرة هذه الجريمة لم تخطر لي قبل هذه الساعة.»
وضحك نوفيكوف ضحكة خبيثة، ورد على سارودين متوخيا الأدب: «لماذا تعدها جريمة؟ لأن تكون المرأة أما صالحة أو طبيبة خير ألف مرة من أن تكون ممثلة.»
فقال تاناروف محنقا: «كلا.»
فسألهم سانين: «ألا ترون هذا النوع من الحديث مملا؟»
ولكن سؤاله ضاع في نوبة سعال، وكان الواقع أنهم جميعا يعدون هذه المناقشة مدعاة للضجر وهي بعد لا ضرورة إليها، على أنهم مع هذا ساءهم قول سانين فلزموا صمتا بغيضا.
ثم ظهرت ليدا وأمها ماريا إيفانوفنا على الشرفة. وكانت ليدا قد سمعت آخر ما نطق به أخوها وإن لم تدر ما يشير إليه، فقالت وهي تضحك: «أرى الملال اعتوركم بسرعة فلنمض إلى النهر فإنه الساعة رائق.»
অজানা পৃষ্ঠা