وودعوا ولما انحنى سارودين على يد ليدا همس: «إن هذا فراق بيني وبينك.» ولم يشعر لليدا بمثل هذا المقت.
ونازعت ليدا نفسها هنيهة أن تودع تلك الساعات الحالية ساعات الحب التي نعما بها ولكنها خنقت هذه الرغبة وقالت بصوت خشن عال: «الوداع، سفر سعيد! لا تنسنا يا بافل لفوفتش!»
ولما انصرفا كانت ليدا وأخوها يسمعان فلوتشين وهو يقول: «ما أفتنها! إنها تسكرني مثل الشمبانيا!»
وجلست ليدا على الكرسي الهزاز وتغيرت هيئتها ومالت إلى الأمام وأطرقت وجعلت ترجف ودموعها تتساقط.
فقال سانين وتناول يدها: «تعالي! تعالي ما الخبر؟»
فقالت ليدا: «آه، دعني، ما أفظع الحياة!» وتدلى رأسها وغطت وجهها براحتيها وكانت ضفيرتها الناعمة المصقولة قد زلت عن كتفها إلى صدرها.
فقال سانين: «ما خير أن تبكي لمثل هذه التوافه؟»
فتمتمت ليدا: «أوليس في الدنيا إذن من هم خير من هؤلاء الرجال؟»
فابتسم سانين وقال: «كلا! على التحقيق. إن الإنسان سافل بطبيعته، فلا تتوقعي منه شيئا من الخير وإذا وطنت نفسك على هذا لم يحزنك ما يصيبك من شره.»
فرفعت ليدا إليه عينيها الجميلتين المغرورقتين وسألته: «أولا تنتظر أنت كذلك شيئا من الخير من أبناء جنسك؟»
অজানা পৃষ্ঠা