ثم قال تبارك وتعالى في تسبيح ركوعها، بعد الذي بينه وفصله من أمر خشوعها، أمرا منه بينا، وحكما متقنا، { فسبح باسم ربك العظيم } [الواقعة: 73، 96، الحاقة: 52]. فوقفنا سبحانه من التسبيح على صراط مستقيم. ثم قال سبحانه في تسبيح السجود، بقول ظاهر بين محدود: { سبح اسم ربك الأعلى } [الأعلى: 1]، دلالة منه لكل من صلى، على ما يقول عند الركوع والسجود في صلاته، رحمة منه وتخييرا وتوفيقا لهم بدلالته، فيسبح للركوع سبحان الله العظيم، القليل من التسبيح بذلك في الأداء كالكثير، فمن زاد واستكثر فقد استكثر من الخير، وله في الاكثار منه بإكثاره الثواب الكثير، ومن اقتصر وأقل، كان مؤديا لما حمل، من التسبيح لله في صلاته، ومستدلا عن الله فيه بدلالاته. وتسبيح السجود بعد الركوع: فسبحان الله الأعلى، فمن سبح بذلك في سجوده أجزاه مكثرا أو مقلا.
فإن قال قائل: قال الله: { سبح } ولم يقل في صلاتك، وهذا غير ما استدللت به من دلالاتك ؟!
পৃষ্ঠা ৪৭৩