على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوانهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره وصاحب الفقه والعقل وكآبة وحزن وسهر قد تحنك في برنسه و قام الليل في حندسه يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيمة أمانه فبهذه الأحاديث المذكورة وبما لم يذكر منها مما في معناها تبين لك علم الذي ينفع مما استعاذ منه من علم لا ينفع أعاذنا الله منه وأما الصلاة فإنها عماد الدين وأول ما يحاسب العبد في يوم الدين وآخر وصايا الأنبياء والمرسلين عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال إن الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت بيضاء مشرقة تقول حفظتني حفظك الله وإذا ارتفعت في غير وقتها تقول ضيعتني ضيعك الله وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال والله إنه ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل منه صلاة واحدة فأي شئ أشد من هذا والله إنكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها إن الله عز وجل لا يقبل إلا الحسن فكيف يقبل ما يستخف به وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في المسجد إذ دخل رجل فقام يصلي فلم يتم ركوعه ولا سجوده فقال (صلى الله عليه وآله) نقر كنقر الغراب لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني فكل صلاة لا تقام بشروطها وحدودها كما حددها وعينها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
পৃষ্ঠা ৬৩