فاعلموا رحمكم الله : أن العبد إذا خرج من منزله يريد المسجد : إنما يأتي الله الجبار الواحد القهار ، العزيز الغفار(1)، وإن كان لا يغيب عن الله حيث كان ، ولا يعزب(2) عنه تبارك وتعالى مثقال حبة من خردل ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، في الأرضين السبع ، ولا في السماوات السبع ، ولا في البحار السبعة ، ولا في الجبال الصم الصلاب الشوامخ البواذخ(3)، وإنما يأتي بيتا من بيوت الله ، ويريد الله ، ويتوجه إلى الله تعال ، وإلى بيت من البيوت التي : { أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار } (1)[ النور :36 37 ] فإذا خرج أحدكم من منزله فليحدث لنفسه تفكرا وأدبا ، غير ما كان عليه ، وغير ما كان فيه من حالات الدنيا وأشغالها ، وليخرج بسكينة ووقار ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بذلك(2).
পৃষ্ঠা ১০৫